للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعرف عن جماعة من الرواة التصرف في متن الحديث، إما بالاختصار، أو بروايته بمعناه، وذلك لكونهم يحدثون من حفظهم، أو لحاجتهم إلى هذا الصنيع عند التصنيف على الأبواب، وربما وقع خلل في الاختصار والتحديث بالمعنى، فالأفهام تختلف، وإحكام اللغة يتفاوت فيه الرواة، فإذا اختلف على راو في متن الحديث -وقد نص النقاد على أنه يقع منه ما تقدم- أمكن أن يحمل عهدة الاختلاف، وأن يكون هذا بسببه.

قال الآجري: «سمعت أبا داود يقول: كان سليمان بن حرب يحدث بحديث، ثم يحدث به كأنه ليس ذاك الحديث» (١).

رواه الخطيب البغدادي بإسناده، ثم قال: «كان سليمان بن حرب يروي الحديث على المعنى، فتتغير ألفاظه» (٢).

وممن نسب إليه التصرف في المتن أيضا: حماد بن سلمة، وهشيم، ووكيع بن الجراح، وعبدالرزاق، وأبو بكر بن أبي شيبة (٣).

وكذلك عرف جماعة من الرواة بتعمد التصرف في المتن أو الإسناد إذا رأوا فيهما مشكلا, كما سيأتي التنبيه على هذا في المبحث التالي, فإذا جاء الاختلاف


(١) «سؤالات الآجري» ٢: ٤٤.
(٢) «تاريخ بغداد» ٩: ٣٤.
(٣) «مسائل حرب» ص ٤٦٩، و «المعرفة والتاريخ» ٢: ١٦٩، و «علل ابن أبي حاتم» ١: ١٦٠، و «التمهيد» ٨: ١٣٢، و «الكفاية» ص ١٦٧، ١٨٩ - ١٩٢، و «فتح الباري» لابن رجب ١: ٤٧٦ - ٤٧٧، و «تهذيب التهذيب» ١١: ١٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>