للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تداخل حديثين على الراوي ونقل إسناد من حديث لآخر، أو الدمج بين الإسنادين.

وقد تقدم في «الجرح والتعديل» الحديث عن الخلل الذي يمكن أن يقع حين التحديث من الكتاب, كأن ينتقل الراوي من سطر إلى سطر، أو تسقط عليه ورقة, أو يقلب ورقتين جميعا دون أن يشعر، فتتداخل عليه الأحاديث (١).

وعبارة: «دخل لفلان حديث في حديث» يستخدمها الناقد ولو لم يقف على الحديث الآخر، كما تقدمت الإشارة إلى شيء من هذا في الباب الثاني (التفرد) , حيث يستنكر النقاد أحاديث يتفرد بها بعض الرواة, ويلتمس النقاد أسبابا للخطأ, فلا يوقف للحديث على علة ظاهرة, مع جزم الناقد بأن الحديث خطأ.

ومما تقدم هناك ما ذكره ابن أبي حاتم قال: «سألت أبي عن حديث رواه عبدالله بن عمران، عن يحيى بن الضريس, عن عكرمة بن عمار، عن الهرماس، قال: «سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يلبي بهما جميعا: لبيك بحجة وعمرة»، قال أبي: فذكرته لأحمد بن حنبل فأنكره, قال أبي: أرى دخل لعبدالله بن عمران حديث في حديث, وسرقه الشاذكوني, لأنه حدث به بعد عن يحيى بن الضريس» (٢).

فأبو حاتم لم يذكر الحديث الذي تداخل على عبدالله بن عمران مع حديث الهرماس هذا, ولا أمكن الوقوف عليه, وإنما قال ما قال التماسا لسبب خطأ


(١) «الجرح والتعديل» ص ١٢١.
(٢) «علل ابن أبي حاتم» ١: ٢٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>