عبدالله بن عمران في هذا الحديث المنكر (١).
والمقصود أن هذا النوع من النقد إذا كان يستخدم وإن لم يكن بين الحديثين وجه شبه, بل ولو لم يوقف على الحديث الآخر أصلا، فإن استخدامه كقرينة للترجيح عند الاختلاف إذا أمكن الوقوف على الحديث الآخر وكان بينهما وجه شبه - من باب أولى, وهو الذي يمكننا أن نشارك أئمة النقد فيه.
فمن ذلك ما تقدم في الفصل الثالث من الباب الأول, وهو حديث سفيان الثوري, عن محارب بن دثار, عن سليمان بن بريدة, في صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - عدة صلوات بوضوء واحد, فقد رواه جماعة -منهم عبدالرحمن مهدي, وأبو نعيم, وعبدالرزاق- عن الثوري هكذا مرسلا, ورواه جماعة -منهم وكيع, ومعتمر بن سليمان, ومعاوية بن هشام- عن الثوري موصولا بذكر بريدة بن الحصيب, والد سليمان, وتقدم هناك أن النقاد رجحوا رواية الإرسال.
ويمكن تفسير سبب غلط وكيع ومن معه بأن الثوري يرويه أيضا عن علقمة بن مرثد, عن سليمان بن بريدة، عن أبيه موصولا, لم يختلف على الثوري في ذلك، وممن رواه عن الثوري: وكيع, ومعاوية بن هشام, في جملة أصحاب الثوري, فالظاهر أن جملة (عن أبيه) انتقلت لوكيع ومن معه من هذا الإسناد,
(١) انظر: «علل ابن أبي حاتم» (المناسك) تحقيق تركي الغميز ٢: ٧٤٣ - ٧٤٧، مسألة (٨٦) , وانظر أمثلة أخرى لهذا النوع في «علل ابن أبي حاتم» (٦٣) , (٨٦) , (٢٤٥)، (٣١٩)، (٥٠٣) , (٧١١) , (٩١٨)، (٢٤٤٩)، (٢٣٥٦) , (٢٤٦٢)، و «الضعفاء الكبير» ١: ٢٨, و «شعب الإيمان» حديث (٥١٣١)، و «التمهيد» ٣: ٢٥٥.