وقد رواه إسماعيل بن زكريا, وأبو معاوية, وشعبة, وحفص بن غياث, وغيرهم, عن الأعمش, فلم يذكروا هذه الزيادة, إلا أن منهم من جمع بين أبي صالح, وأبي رزين, كما فعل علي بن مسهر, ومنهم من اقتصر على أحدهما.
وكذا جاء عن سهيل بن أبي صالح, عن أبيه, عن أبي هريرة, ليس فيه الزيادة.
وكذا رواه جماعة كثيرون من أصحاب أبي هريرة, ليس فيه الزيادة فرواه الأعرج, ومحمد بن سيرين, وهمام بن منبه, وثابت بن عياض, وأبو سلمة بن عبدالرحمن, وعبدالرحمن بن أبي عمرة, وعبيد بن حنين.
وقد رواه كذلك عبدالله بن مغفل عن النبي - صلى الله عليه وسلم - , وليس في حديثه ذكر الإراقة.
فبهذه المتابعات للأعمش, ولأبي صالح, وأبي رزين, ولأبي هريرة, ازداد ترجيح عدم حفظ هذه الزيادة قوة, ولهذا توارد النقاد -منهم مسلم, والنسائي, وغيرهما- على تضعيفها, مع أنه قد جاء من طريق محمد بن سيرين, وعطاء بن أبي رباح, الأمر بالإراقة موقوفا على أبي هريرة, فلو صح هذا كان دالا أيضا على خطأ علي بن مسهر (١).
(١) انظر في طرق هذا الحديث والكلام عليه: «صحيح البخاري» حديث (١٧٢) , و «صحيح مسلم» حديث (٢٣٥) , (٢٧٩) , (٢٨٠) , و «سنن أبي داود» حديث (٧١ - ٧٤) , و «سنن الترمذي» حديث (٩١) , و «سنن النسائي» حديث (٦٣ - ٦٦)، (٣٣٤ - ٣٣٨) , و «سنن ابن ماجه» حديث (٣٦٣) , و «مسند أحمد» ٢: ٢٤٥, ٢٥٣, ٢٦٥, ٢٧١, ٣٦٠, ٣٩٨, ٤٢٤, ٤٢٧, ٤٨٠, ٤٨٩, ٤: ٨٦, ٥: ٥٦, و «مسند أبي عوانة» ١: ٢٠٩, و «شرح معاني الآثار» ١: ٢١, و «المعجم الصغير» حديث (٢٥٦) , (٩٤٢) , و «سنن الدارقطني» ١: ٦٣ - ٦٦, و «سنن البيهقي» ١: ٢٤١, و «فتح الباري» ١: ٢٧٥, و «التلخيص الحبير» ١: ٣٥.