وروى هشام بن إسماعيل، وهشام بن عمار، عن محمد بن شعيب بن شابور، عن عبدالله بن العلاء بن زَبْر، عن سالم بن عبدالله بن عمر، عن أبيه:«أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى صلاة، فقرأ فيها، فلبس عليه ... » الحديث (١).
سأل ابن أبي حاتم أباه عن هذا الحديث وذكر له رواية هشام بن إسماعيل، فقال:«هذا وهم، دخل لهشام بن إسماعيل حديث في حديث، نظرت في بعض أصناف محمد بن شعيب، فوجدت هذا الحديث رواه محمد بن شعيب، عن محمد بن يزيد البصري، عن هشام بن عروة، عن أبيه: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى فترك آية ... » هكذا مرسل، ورأيت بجنبه حديث عبدالله بن العلاء، عن سالم، عن أبيه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أنه سئل عن صلاة الليل فقال: مثنى مثنى، فإذا خشيت الصبح ... »، فعلمت أنه سقط على هشام بن إسماعيل متن حديث عبدالله بن العلاء، وبقي إسناده، وسقط إسناد حديث محمد بن يزيد البصري، فصار متن حديث محمد بن يزيد البصري بإسناد حديث عبدالله بن العلاء بن زبر، وهذا حديث مشهور، يرويه الناس عن هشام بن عروة.
فلما قدمت السفرة الثانية رأيت هشام بن عمار يحدث به عن محمد بن شعيب، فظننت أن بعض البغداديين أدخلوه عليه، فقلت له: يا أبا الوليد هذا ليس من حديثك، فقال: أنت كتبت حديثي كله؟ فقلت: أما حديث محمد بن
(١) «سنن أبي داود» حديث (٩٠٧)، و «صحيح ابن حبان» حديث (٢٢٤٢)، و «المعجم الكبير» حديث (١٣٢١٦)، و «سنن البيهقي» ٣: ٢١٢، و «تحفة الأشراف» ٥: ٣٥٧.