للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أيضا متعقبا ابن القطان في تقويته حديثا لثابت بن عجلان وأنه لايضره تفرده وقد وثق: «أما من عرف بالثقة فنعم, وأما من وثق ومثل الإمام أحمد يتوقف فيه, ومثل أبي حاتم يقول: صالح الحديث, فلا نرقيه إلى رتبة الثقة، فتفرد هذا يعد منكرا» (١).

ومما يتنبه له هنا ما قد يكون في الراوي من تفصيل في بعض حالاته، أو في بعض شيوخه (٢)، فيكون التعامل معه في كل حال بما يناسبه، فلو كان في الأصل ثقة ثبتا، وهو في بعض شيوخه صدوق أو دون ذلك، فلا بد من مراعاة هذا، وهو أمر ظاهر، وإنما نبهت عليه لكثرة إغفاله من الباحثين.

ومن أمثلة ذلك ما رواه عبدالرزاق، عن الثوري، عن قيس بن مسلم، عن الحسن بن محمد بن الحنفية، عن عائشة، قالت: «أهدي للنبي - صلى الله عليه وسلم - وشيقة لحم وهو محرم، فلم يأكله» (٣).

قال ابن رجب: «ذكر لأحمد حديث عبدالرزاق ... ، فجعل أحمد ينكره إنكارا شديدا، وقال: هذا سماع مكة» (٤).

ومراده أن سماع عبدالرزاق من سفيان الثوري بمكة فيه شيء، وإنما ضبط


(١) «ميزان الاعتدال» ١: ٣٦٥.
(٢) انظر: ما تقدم في «الجرح والتعديل» ص ١٠٠ - ١٥٧.
(٣) «مصنف عبدالرزاق» حديث (٨٣٢٤)، و «مسند أحمد» ٦: ٢٢٥.
(٤) «شرح علل الترمذي» ٢: ٧٧١.

<<  <  ج: ص:  >  >>