للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعده الساجي في الأحاديث التي رواها ضمرة، وهي مناكير (١).

وقال ابن المنذر: «قد تكلم الناس في الحديثين اللذين روينا في هذا الباب، حديث ابن عمر لم يروه عن الثوري غير ضمرة، وحديث الحسن، عن سمرة، وقد تكلم فيه، وليس منهما ثابت» (٢).

وقال البيهقي: «وهم فيه راويه ... ، والمحفوظ بهذا الإسناد حديث (النهي عن بيع الولاء)، فقد رواه أبو عمير، عن ضمرة، عن الثوري، مع الحديث الأول».

فقد توارد هؤلاء الأئمة على استنكار الحديث وتضعيفه، لتفرد ضمرة بن ربيعة به عن سفيان الثوري، وضمرة وإن كان ثقة إلا أنه ليس من أصحاب الثوري المعروفين بكثرة الرواية عنه، ولهذا لا يذكره الأئمة عند كلامهم على أصحاب سفيان، وقد غلطوه في غير ما حديث يرويه عن سفيان الثوري (٣)، وأيضا فقد استنكر له أحاديث أخر عن غير سفيان (٤).

وقد أشار البيهقي إلى سبب وهم ضمرة في حديثنا هذا، وهو أنه دخل له حديث في حديث، لأنه كان يرويهما جميعا، ثم إن الحديث لا يعرف عن عبدالله بن دينار، وله أصحاب كثيرون، ولا عن ابن عمر، وهو المعروف أيضا بكثرة


(١) «إكمال تهذيب الكمال» ٧: ٣٧.
(٢) «الإشراف على مذاهب العلماء» ٢: ٢٨٠.
(٣) «علل ابن أبي حاتم» ١: ١٨، ٤٦٠، و «علل الدارقطني» ١٥: ١٣.
(٤) انظر: «تاريخ أبي زرعة الدمشقي» ١: ٤٥٩ - ٤٦٠، و «إكمال تهذيب الكمال» ٧: ٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>