للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويقول أحمد: «حديث باطل، لا أعرفه من وجه صحيح» (١).

فهذه الأقوال كلها داخلة في استنكار هذا الطريق وتضعيفه ورده بالتفرد.

وروى جماعة عن محمد بن عمر بن يزيد الزهري، عن أبي داود الطيالسي، عن عمران القطان، عن قتادة، عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «قيلوا فإن الشياطين لا تقيل» (٢).

فتعرض أحد المشايخ المعاصرين لتخريج الحديث، فعزاه إلى أبي نعيم في «الطب»، و «أخبار أصبهان»، وذكر أنه فيها من طرق عن أبي داود الطيالسي، وانتهى إلى أن الإسناد حسن لذاته، والحديث ليس له إلا طريق واحد عن أبي داود الطيالسي، وهو طريق محمد بن عمر الزهري، لكن وقع تحريف عند أبي نعيم، فظنها الشيخ طرقا مختلفة.

ومحمد بن عمر هذا أخو الحافظ عبدالرحمن بن عمر الزهري المعروف برسته، وليس في ترجمته ذكر لحاله (٣)، فهو مجهول، وقد تفرد به عن أبي داود الطيالسي، ولهذا لا يوجد هذا الحديث إلا في هذه المصادر النازلة، لكن منهج الشيخ أنه لا يلتفت لتأخر المصادر، ولا لظهور الحديث بعد عصر النقاد،


(١) «التلخيص الحبير» ٣: ١١٣.
(٢) «طبقات المحدثين بأصبهان» ٤: ١٧٦، و «معجم ابن المقرئ» حديث (٦٧٥)، و «الطب النبوي» لأبي نعيم حديث (١٥١)، و «ذكر أخبار أصبهان» ١: ١٩٥، ٣٥٣، ٢: ٦٩.
(٣) «فتح الباب في الكنى والألقاب» لابن منده ص ٥١٢، و «ذكر أخبار أصبهان» ٢: ١٨٧، و «تاريخ الإسلام» ٢٠: ١٧٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>