للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت لأبي: فأيهما الصحيح، قال: الثوري حافظ، وأهل المدينة أعلم بحديث نافع من أهل الكوفة» (١).

وروى عبدالله بن المبارك المروزي، عن عبدالرحمن بن يزيد بن جابر، عن بسر بن عبيدالله، عن أبي إدريس الخولاني، عن واثلة بن الأسقع، عن أبي مرثد، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا تصلوا إلى القبور، ولا تجلسوا عليها» (٢).

ورواه جماعة من الشاميين وغيرهم، منهم عيسى بن يونس، وصدقة بن خالد، والوليد بن مسلم، وبشر بن بكر، عن ابن جابر، بإسقاط أبي إدريس (٣).

قال أبو حاتم حين سئل عن هذا الحديث: «الصحيح ما يقوله أهل دمشق، ليس بينهما أبو إدريس، وقد وهم ابن المبارك في زيادته أبا إدريس، لأن بسر بن عبيدالله روى عن واثلة، ولقيه، ولا أعلم أبا إدريس روى عن واثلة شيئا، وأهل الشام أضبط لحديثهم من الغرباء» (٤).

وهذا العمل من هؤلاء الباحثين بإفراد هذه القرائن بالذكر ليس عليه


(١) «علل ابن أبي حاتم» ١: ٣١١، وانظر: «شرح معاني الآثار» ٤: ٢١٧.
(٢) «صحيح مسلم» حديث (٩٧٢)، و «سنن الترمذي» حديث (١٠٥٠)، و «مسند أحمد» ٤: ١٣٥.
(٣) «صحيح مسلم» حديث (٩٧٢)، و «سنن أبي داود» حديث (٣٢٢٩)، و «سنن الترمذي» حديث (١٠٥١)، و «سنن النسائي» حديث (٧٥٩)، و «مسند أحمد» ٤: ١٣٥، و «علل الدارقطني» ٧: ٤٣، و «المستدرك» ٣: ٢٢١.
(٤) «علل ابن أبي حاتم» ١: ٣٦٨، وانظر أيضا في هذا الحديث: ١: ٨٠، ٣٤٩، وانظر أمثلة أخرى في «علل ابن أبي حاتم» (٤٦٢) , (٤٩٤)، (٨١٩) , (١٧٢٥) , و «الاستذكار» ١٠: ١٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>