للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن عبدالله بن مسعود «كان يرفع يديه في أول شيء ثم لا يعود»، وقد سئل عنه أحمد فقال: «حدثنا هشيم, قال: حدثنا حصين, لم يجز به إبراهيم, وهشيم أعلم بحديث حصين» (١).

فوضعت هذا النص في أمثلة استخدام النقاد لقرينة القوة في الشيخ, وعلى هذا فهشيم أقوى من سفيان الثوري في حصين بن عبدالرحمن خاصة, ويستثنى هذا مما توارد عليه الأئمة أن الثوري لا يخالفه أحد إلا كان القول قوله, كما تقدم هذا (٢).

ثم تبين لي أن هذا بسبب حصين, وأنه اختلط, فسماع الثوري منه متأخر, وعليه فالثوري لم يخطئ عليه, والوجهان محفوظان عنه, قال حرب بن إسماعيل: «سمعت أبا عبدالله يقول: ليس أحد أصح سماعا من حصين بن عبدالرحمن من هشيم, وقال: هو أصح من سفيان, وكأنه قال: إن حصينا تغير بآخره» (٣).

وغرضي من التأكيد على هذه المسألة هو تنبيه المتخصص إلى ضرورة النظرة الشمولية لقواعد هذه العلم، لئلا يقع في التناقض، وتتعارض قواعد العلم في ذهنه، خاصة عند التطبيق، وأيضا فإن ما يفرق العالم المتخصص في فن من الفنون عن غيره فهم الأحكام والقواعد لهذا الفن، وهو ما يعرف بمعرفة الحق بدليله أو تعليله.


(١) «العلل ومعرفة الرجال» ١: ٣٧٠.
(٢) «الجرح والتعديل» ص ١٥٩ - ١٦٠.
(٣) «مسائل حرب» ص ٤٧٥, وانظر: «شرح علل الترمذي» ٢: ٧٩٣, و «تهذيب التهذيب» ٢: ٣٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>