الحديث، فإذا روى الحديث راو عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، ورواه آخر عن الأعمش، عن أبي صالح مرسلا، فقول من أرسله أولى أن يكون راجحا، فإن ذكر أبي هريرة أسهل في الحفظ، وأسبق إلى الذهن، لكثرة ما روى أبو صالح، عن أبي هريرة، وهكذا يقال في الرفع والوقف، وقد تقدم هذا في قرينة سلوك الجادة.
وكذلك لو زاد أحد الرواة عن شيخه اسم راو دون الصحابي هو جادة له، وحذفه آخر، فالراجح أن من حذفه قد حفظ، كما لو روى بعض أصحاب يحيى بن سعيد الأنصاري، عن عمرة، عن عائشة، ورواه بعضهم عن يحيى بن سعيد، أنه بلغه عن عائشة, فالقول قول من حذف عمرة.
ومثاله حديث أبي مرثد الماضي في المبحث الثاني, فقد راوه ابن المبارك, عن عبدالرحمن بن يزيد بن جابر, عن بسر بن عبيدالله, عن أبي إدريس, عن واثلة بن الأسقع, عن أبي مرثد, ورواه جماعة عن ابن جابر فأسقطوا واثلة.
قال أبو حاتم:«بسر سمع من واثلة, وكثيرا ما يحدث بسر عن أبي إدريس, فغلط ابن المبارك, فظن أن هذا مما روى عن أبي إدريس, عن واثلة, وقد سمع هذا الحديث من واثلة نفسه ... »(١).
ويظهر كذلك في مجيء اسم شخص في متن الحديث في رواية، ومجيئه في الإسناد في رواية أخرى، فالذي ذكره في الإسناد سلك الجادة، إذ المتبادر إلى