للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجنازة، الماضي قريبا, ذهب أحد المشايخ الفضلاء يصحح رواية ابن عيينة, ويعضدها بروايات أخرى, ومنها رواية همام بن يحيى, عن منصور بن المعتمر, وزياد بن سعد, وبكر بن وائل, قرنها همام بروايته عن سفيان بن عيينة, ولم يعرج المصحح إلى قضية حمل الروايات بعضها على بعض، وشيوعه عند الرواة, خاصة في المتون، وقد أوضحت دليل الحمل هنا فيما في سبق, وانتهى الشيخ إلى تصحيح الموصول والمرسل عن الزهري, وأنه هو الذي يفعل هذا وهذا, يعني بحسب النشاط, ونقل هذه النتيجة عن الشيخ باحث آخر، واصفا لها بأنها كلام جيد.

وهذا النتيجة فوق أنها مخالفة لقواعد النقد فهي أيضا مخالفة لإجماع أئمة الحديث على ترجيح المرسل وتوهيم ابن عيينة, كما تقدم نقله عنهم.

وكذلك حديث علي في (القيام للجنازة) الماضي آنفا, توارد على تصحيحه جمع كثير من الباحثين, من طريق سفيان بن عيينة, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, عن أبي معمر عبدالله بن سخبرة، عن علي، الذي رواه ابن أبي شيبة ومحمد بن منصور, عن سفيان, وجعلوه عاضدا لرواية ليث بن أبي سليم, عن مجاهد, ولم يلتفتوا لكلام الحميدي، ورواية ابن المديني, بل لم يعرجوا عليهما أصلا.

وفوق ذلك أن أحد الباحثين وهو يعلق على كلام الحميدي ذكر رواية محمد بن منصور عند النسائي، ثم قال: «وهذا يرد ما زعم الحميدي من أن سفيان كان لا يدخل في حديث ابن أبي نجيح: أبا معمر»، كذا قال الباحث.

وروى عبدالرزاق من رواية الجماعة -وفيهم أحمد, ومحمد بن يحيى الذهلي-

<<  <  ج: ص:  >  >>