وثالث المواضع التي وقع الاختلاف فيها بين سفيان، وشعبة، أن سفيان يقول فيه: عن حجر بن عنبس، وشعبة يقول: عن حجر أبي العنبس، وقد جاء عن سفيان الثوري بموافقة شعبة، وأنه يقول فيه: عن حجر أبي العنبس، جاء هذا من رواية محمد بن كثير، والمحاربي، عن سفيان، وكذا جاء عن وكيع في بعض الطرق إليه، فجعل هذا بعض الأئمة المتأخرين دليلا على ضبط شعبة لروايته، فإن سفيان قد اختلف عليه, فوافق شعبة في بعض الروايات عنه، وبنوا عليه أن حجرا يكنى أبا العنبس، ويكنى أيضا أبا السكن، فله كنيتان.
وما ذكروه بعيد، فإن هذه الروايات عن سفيان التي وافق فيها شعبة لا تصح عنه، ولا يحتمل فيها أن يقال: إن سفيان كان يقول مرة بهذا ومرة بهذا، ولولا ضيق المقام لشرحت المقصود.
ومن الأمثلة كذلك حديث الزهري, عن أبي بكر بن عبدالرحمن بن الحارث بن هشام, عن مروان بن الحكم, عن عبدالرحمن بن الأسود بن عبد يغوث, عن أُبي بن كعب, قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:«إن من الشعر حكمة».
هكذا يرويه الجماعة من أصحاب الزهري، منهم شعيب بن أبي حمزة, ويونس بن يزيد, ومعمر، وزياد بن سعد, وعبيدالله بن أبي زياد, وإسماعيل بن أمية, وغيرهم.
ورواه إبراهيم بن سعد, عن الزهري, فكان يقول فيه: عبدالله بن الأسود, مكان عبدالرحمن بن الأسود, هكذا رواه جماعة عن إبراهيم بن سعد, وهو مشهور عنه يخطئ فيه، وقد جاء عنه بموافقة رواية الجماعة, وجاء عنه بالإبهام