واكتفى البخاري بذكر اثنين منهم، وهما إسماعيل بن علية، وحماد بن زيد، وكل واحد منهما أحفظ من عبيدالله بن عمرو، خاصة في أيوب فهما المقدمان فيه، ثم انتقل البخاري إلى طبقة أيوب، فذكر أن خالدا الحذاء رواه عن أبي قلابة، فسأله خالد: من حدثك هذا؟ قال: محمد بن أبي عائشة مولى لبني أمية, كان خرج مع بني مروان, حيث خرجوا من المدينة, فأفادت هذه الرواية متابعة هذه الطبقة لمن لم يذكر فيه أنسا، وهم الجماعة من أصحاب أيوب، وفيها أيضا قرينة (السهولة والوعورة) في الإسناد، فعبيدالله بن عمرو سلك الجادة السهلة, ذلك أن أبا قلابة معروف بالرواية عن أنس بن مالك، وجعله عنه أسهل في الحفظ, فمن تركه وعدل إلى غيره فهو الذي حفظ.
وقد وافق البخاري على تخطئة عبيدالله بن عمرو جمع من النقاد (١).
وكذلك الحديث الماضي في المبحث الثالث من الفصل الثاني من هذا الباب, وهو ما رواه حماد بن سلمة, عن قتادة, عن الحسن, عن سمرة بن جندب, مرفوعا:«من ملك ذا رحم مُحرم فهو حر»، ذكر أبو داود, ثم البيهقي عددا من القرائن في تخطئة رواية حماد هذه تقدم ذكرها هناك.
وروى الترمذي حديث جعفر بن برقان، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: «كنت أنا وحفصة صائمتين، فعرض لنا طعام، فاشتهيناه فأكلنا
(١) «علل ابن أبي حاتم» ١: ١٧٥، و «علل الدارقطني» ١٢: ٢٣٧، و «سنن البيهقي» ٢: ١٦٦، و «تاريخ بغداد» ١٣: ١٧٥.