للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المتصلة المرفوعة، ولا تكون تعليلا لها أصلا» (١).

ومما مضى أيضا حديث سفيان بن عيينة, عن الزهري، عن سالم، عن أبيه: «أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأبا بكر، وعمر، يمشون أمام الجنازة»، مضى في المبحث الثالث من الفصل الثاني من هذا الباب، وذكرت هناك أن الجماعة من أصحاب الزهري جعلوه عن الزهري مرسلا، ليس فيه سالم، ولا والده عبدالله بن عمر، وأن أئمة النقد تواردوا على ترجيح ذلك حتى قال الترمذي: «وأهل الحديث كلهم يرون أن الحديث المرسل أصح».

وحديث سفيان بن عيينة الموصول أخرجه ابن حبان في «صحيحه»، وعقد ابن حبان بابا للدفاع عن رواية سفيان، فقال: «ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر أخطأ فيه سفيان بن عيينة»، ثم ساق إسناده إلى شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، عن سالم بن عبدالله: «أن عبدالله بن عمر كان يمشي بين يدي الجنازة، قال: وإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يمشي بين يديها، وأبا بكر وعمر وعثمان، قال الزهري: وكذلك السنة» (٢).

وهذا الدليل الذي استدل به ابن حبان, هو على الحقيقة كاشف لسبب وهم ابن عيينة، فإن قوله: «وإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يمشي ... » الحديث من قول الزهري، كما تقدم شرحه هناك.


(١) حاشية أحمد شاكر على «سنن الترمذي» ١: ٢٨٥.
(٢) «صحيح ابن حبان» حديث (٣٠٤٥ - ٣٠٤٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>