للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكأن النسائي رجح المرسل لقوة القرينة المرجحة له، وهي ترك الجادة فإن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، سلسلة مشهورة جدا، فمن تركها وأرسل الحديث فقد حفظ.

وروى عاصم الأحول، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي ذر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من صام ثلاثة أيام فقد صام الشهر»، ومنهم من يدخل بين أبي عثمان وبين أبي ذر رجلا (١).

ورواه ثابت البناني، عن أبي عثمان، عن أبي هريرة (٢).

قال أبو حاتم: «حديث أبي ذر أشبه، لأنه يروى هذا الكلام عن أبي ذر بإسناد آخر، وثابت أحفظ من عاصم» (٣).

فثابت البناني أحفظ من عاصم, فهذه قرينة, ورجح أبو حاتم قول عاصم بقرينة أخرى، وهي أن الحديث معروف عن أبي ذر من غير هذا الطريق.

ووافقه الدارقطني فقال: «وحديث أبي ذر أشبه بالصواب» (٤).


(١) «سنن الترمذي» حديث (٧٦٢)، و «سنن النسائي» حديث (٢٤٠٨ - ٢٤٠٩)، و «سنن ابن ماجه» حديث (١٧٠٨)، و «مسند أحمد» ٥: ١٤٥.
(٢) «سنن النسائي» حديث (٢٤٠٧)، و «مسند أحمد» ٢: ٢٦٣، ٣٨٤، ٥١٣.
(٣) «علل ابن أبي حاتم» ١: ٢٣٧.
(٤) «علل الدارقطني» ٦: ٢٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>