ظاهرة، فمحمد بن عمرو بن علقمة في حفظه كلام، وقد سلك الجادة في جعله عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.
وتقدم أيضا أن الترمذي خالفه فصححه من الوجهين، وذكرت حجته هناك.
وهناك قول ثالث وهو للنسائي، قال:«محمد بن عمرو أصلح من ابن إسحاق في الحديث»، ومعنى هذا أنه يرجحه عن أبي هريرة، لا عن زيد بن خالد.
ويتأيد قول النسائي بأن الحديث رواه عن محمد بن عمرو جماعة من كبار أصحابه منهم يحيى القطان، وزائدة، وعبدة بن سليمان، وغيرهم، فلم يختلفوا عليه في الإسناد، مما يدل على أنه ضبطه.
وروى شعبة، عن منصور، عن الفيض بن أبي حثمة، عن أبي ذر:«أنه كان إذا خرج من الخلاء قال: الحمد لله الذي عافاني، وأذهب عني الأذى».
ورواه سفيان الثوري، عن منصور، عن أبي علي عبيد بن علي، عن أبي ذر.
وقد تقدم هذا الحديث في المبحث الثاني من الفصل الثاني من هذا الباب, وتقدم هناك ترجيح أبي زرعة لقول الثوري، ونصه على قرينة ذلك، وهي أن أكثر وهم شعبة كان في أسماء الرجال.
وأما أبو حاتم فإنه قال:«كذا قال سفيان، وكذا قال شعبة، والله أعلم أيهما الصحيح، والثوري أحفظ، وشعبة ربما أخطأ في أسماء الرجال، ولا ندري هذا منه أم لا؟ »(١).