للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحسن, بحكم أن كتب المصطلح تفرق بين الصحيح، والحسن بهذا الشرط، فإذا خف ضبط الراوي نزل الإسناد عن درجة الصحيح.

وقد نبهت في الكلام على قضايا الاتصال أن نزول الإسناد عن درجة الصحيح لا يتعلق -فيما أرى- بدرجة الراوي فقط, فقد يكون الرواة في الدرجة العليا من الثقة والضبط, وفي الإسناد كلام من جهة سماع بعض رواته من بعض, أو فيه احتمال وجود تدليس, فهذا يؤثر أيضا في درجة الإسناد، وإن رجح الناظر فيه اتصاله (١).

ومثل هذا -سواء بسواء- يقال هنا في شرط عدم العلة، قد ينزل الحديث عن درجة الصحيح, بسبب وجود علة في الإسناد, وإن ترجح للناظر أنها منتفية.

وتأثير الاحتمالات الأخرى مع وجود الترجيح يخضع لاجتهاد الناظر فيه, وما توافر له من قرائن النظر في هذا الاختلاف, فقد يكون التأثير ضعيفا, فغاية ما فيه أن ينزل الوجه الراجح من الدرجة العليا من الصحة, وقد يكون قويا, فينزل إلى ما دون الصحيح, والله أعلم.

وهذا الكلام تقدم مثله في شرح موقف الباحث من الوجه المرجوح بصورة مقلوبة, أي أثر قوة الترجيح وضعفه على الوجه المرجوح, ويأتي كذلك نحوه في نهاية المبحث الرابع, في الحديث عن حكم الناقد على الحديث بالاضطراب, مع ميله إلى ترجيح وجه, والله أعلم.


(١) انظر: «الاتصال والانقطاع» ص ٤٠٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>