- "ذو رحمة": كما في قوله تعالى: {وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ} [الأنعام: ١٣٣]، وقوله سبحانه: {فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (١٤٧)} [الأنعام: ١٤٧]. - أما "الحنان": فكما في قوله تعالى: {وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً} [مريم: ١٣]. قال ابن جرير في تفسيره: "ورحمة منا ومحبة له آتيناه الحكم صبيًا، وقد اختلف أهل التأويل في معنى الحنان، فقال بعضهم: معناه: الرحمة، ووجهوا الكلام إلى نحو المعنى الذي وجهناه إليه"، ثم نسب ذلك بإسناده إلى ابن عباس وعكرمة وقتادة والضحاك. ثم قال: "وقال آخرون: معنى ذلك: وتعطفًا من عندنا عليه، فعلنا ذلك"، ونسب ذلك بإسناده إلى مجاهد، ثم قال: "وقال آخرون: بل معنى الحنان: المحبة"، ونسب ذلك بإسناده إلى عكرمة. ثم قال: "وقال آخرون: معناه تعظيمًا منا له .. "، ونسب ذلك بإسناده إلى عطاء بن أبي رباح. ثم ذكر بإسناده عن ابن عباس عدم معرفة معناها، ثم قال: "وأصل ذلك -أعني الحنان- من قول القائل: حنَّ فلان إلى كذا، وذلك إذا ارتاح إليه واشتاق، ثم يقال: تحنّن فلان على فلان، إذا وصف بالتعطف عليه والرقة به، والرحمة له، كما قال الشاعر: تحنّن عليّ هداك المليك ... فإن لكل مقام مقالًا" انظر: تفسير الطبري ٨/ ٣١٦ - ٣١٧. وإن كان من المفسرين من ذهب إلى أن قوله تعالى: {وَحَنَانًا} معطوف على قوله: {الْحُكْمَ} في قوله: {وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا}. وهذا ما رجحه الحافظ ابن كثير في تفسيره ٣/ ١١٣. لكن روى الإمام أحمد في مسنده (٣/ ١١) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "يوضع الصراط بين ظهري جهنم عليه حسك كحسك السعدان ... " الحديث، وفي آخره قال: "ثم يتحنن الله برحمته على من فيها، فما يترك فيها عبدًا في قلبه مثقال حبة من إيمان إلا أخرجه منها".=