٣٩ - الشطر الأول مأخوذ من قول حسان بن ثابت: إن كنت كاذبةَ الذي حدّثتني ... فنجوتِ مَنْجَى الحارثِ بن هشامِ - هذه الزائرة التي يتصورها الناظم ما حدثته إلا بالكتاب والسنة، كما سبق في حاشية البيت رقم ٢٠. فقول الناظم لها: "إن كنت كاذبة" ليس تكذيبًا لها أو شكًّا في كلامها، وإنما هو من باب التقدير والمجاراة في الكلام، كما قال تعالى لرسوله - صلى الله عليه وسلم -: {فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ} [يونس: ٩٤]. الكاذب الفتان: يعني جهم بن صفوان كما في البيت الذي بعده، وفي هذا حسن تخلص. ٤٠ - الجهم بن صفوان: أبو محرز السمرقندي، مولى بني راسب، الكاتب المتكلم، إليه تنسب الفرقة المعروفة بـ "الجهمية". قال عنه الذهبي: "الضال المبتدع، رأس الجهمية هلك في زمان صغار التابعين، وما علمته روى شيئًا لكنه زرع شرًّا عظيمًا" اهـ. قتله نصر بن سيار سنة ١٢٨ هـ. سير أعلام النبلاء ٦/ ٢٦، ميزان الاعتدال ٢/ ٤٢٦، لسان الميزان ٢/ ١٤٢. وسيأتي تفصيل أقواله وضَلالته فيما يأتي من أبيات. شِيعة الرجل: أولياؤه وأنصاره، وكلّ قوم اجتمعوا على أمر فهم شِيعة. اللسان ٨/ ١٨٨. الألى: الذين. الجَحد والجُحود: الإنكار مع العلم. الصحاح ٢/ ٤٥١. - في غير الأصل: "الخالق الديان". افتتح الناظم رحمه الله بذكر مذهب الجهمية لأنّه أغلظ الفرق وأشدها، ولأن مذهب الجهم في التعطيل أصل تفرع عنه كثير من الفرق الضالة كالمعتزلة والفلاسفة ومتأخري الأشاعرة =