للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٦١ - هَذا وَما تِلْكَ المَشِيئَةُ وصفَهُ ... بَلْ ذَاتُهُ أو فِعْلُهُ قَولَانِ

٦٢ - وَكَلَامُهُ مُذْ كانَ غَيْرًا كَانَ مَخْـ ... ـلُوقًا لَهُ منْ جُمْلَةِ الأكْوَانِ

٦٣ - قَالُوا وإقْرارُ العِبَادِ بأَنَّه ... خلَّاقُهم هُوَ مُنْتَهَى الإيْمَانِ


= الرب الثابتة في خلقه وأمره وما كتب على نفسه من الرحمة وما حرمه على نفسه من الظلم". ثم قال: فإن هذه الأقاويل أصلها مأخوذ من الجهم بن صفوان إمام غلاة المجبرة وكان ينكر رحمة الرب ويخرج إلى الجذمى فيقول: أرحم الراحمين يفعل مثل هذا؟! يريد بذلك أنه ما ثم إلا إرادة رجح بها أحد المتماثلين بلا مرجح لا لحكمة ولا رحمة". مجموع الفتاوى ١١/ ٧٧٧. وقد ردّ الناظم على هذه الشبهة في شفاء العليل ص ٤١٧.
٦١ - الجهم لا يثبت المشيئة وصفًا لله تعالى قائمًا به، بل يجعلها تارة نفس الذات وتارة يفسرها بالفعل، وليس لله تعالى عند الجهم فعل يقوم به وإنما مراده بالفعل المفعول، فهما قولان للجهم في المشيئة: الأول: تفسيرها بالذات، الثاني: تفسيرها بالفعل.
وسيأتي تفصيل قول الجهم في أفعال الله تعالى. انظر البيت ١٦٩ وما بعده.
٦٢ - قالت الجهمية: لما كان الكلام غير الذات كان مخلوقًا، وسيأتي إن شاء الله بيان قولهم مفصلًا. انظر البيت ٨٣٧ وما بعده.
٦٣ - هذا قول الجهم في الإيمان، قال البغدادي: "وزعم -أي الجهم- أن الإيمان هو المعرفة بالله فقط والكفر هو الجهل به فقط". الفرق بين الفرق ص ٢٢١. وقال الشهرستاني في معرض كلامه عن معتقدات الجهم: "ومنها قوله: من أتى بالمعرفة ثم جحد بلسانه لم يكفر بجحده لأن العلم والمعرفة لا يزولان بالجحد فهو مؤمن، قال: والإيمان لا يتبعض، أي: لا ينقسم إلى عقد وقول وعمل، قال: ولا يتفاضل أهله فيه فإيمان الأنبياء وإيمان الأمة على نمط واحد، إذ المعارف لا تتفاضل". الملل والنحل ١/ ٧٤. وقال ابن حزم: "فإن جهمًا والأشعري يقولان: إن الإيمان عقد بالقلب فقط، وإن أظهر الكفر والتثليث بلسانه، وعبد الصليب في ديار الإسلام بلا تقية". الفصل في الملل والأهواء والنحل ٢/ ٢٦٦، وقال الجيلاني عن الجهم: "وكان يقول: الإيمان هو المعرفة بالله ورسوله وجميع ما جاء من عنده فقط"=