للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ومن المحال أن يذكر القلب مَن هو محاربٌ لصفاته، نافرٌ من (١) سماعها، معرضٌ بكلّيته عنها، زاعمٌ أنّ السلامة في ذلك (٢). كلّا والله، إنْ هو إلّا الجهالة والخِذْلان (٣)، والإعراض عن العزيز الرحيم، فليس القلب الصحيح قطُّ إلى شيء أشوقَ منه إلى معرفة ربه (٤) تعالى، وصفاته وأفعاله وأسمائه، ولا أفرحَ بشيء قطُّ كفرحه بذلك. وكفى بالعبد (٥) خِذلانًا أن يُضرَبَ على قلبه سُرادِقُ (٦) الإعراضِ عنها والنَّفرةِ والتنفيرِ (٧)، والاشتغالِ بما لو كان حقًّا لم ينفع إلا بعد معرفة الله تعالى والإيمان به وبصفاته وأسمائه.

والقلب الثاني: قلبٌ مضروبٌ بسِياط الجهالة، فهو عن معرفة ربه ومحبّته مصدود، وطريقُ معرفةِ أسمائه وصفاته كما أُنزِلتْ عليه


= الأول من المرض والقسوة، لذلك لا ينبغي أن نغفل عن ذكركم طرفة عين.
(١) في ح: "عن".
(٢) المراد أنه يستحيل أن يكون القلب ذاكرًا لله، وهو منكر لصفاته معرض عنها.
(٣) يقال خذَله وخذَل عنه يخذُله خَذْلا وخِذلانًا: ترك نصرته وعونه، وخِذلان الله العبد أن لا يعصمه من الشبه فيقع فيها، نعوذ بالله من ذلك. اللسان ١١/ ٢٠٢.
(٤) في د: "تبارك وتعالى".
(٥) في ط: "عمى وخذلانًا".
(٦) السرادق بضم السين وكسر الدال: كل ما أحاط بالشيء من حائط أو مضرب أو خباء، والجمع سرادقات. اللسان ١٠/ ١٥٧.
(٧) النفرة: التفرق، ويقال نفر الظبي أي شرد، والتنفير عن الشيء: التشريد والتفريق عنه، اللسان ٥/ ٢٢٥. القاموس ٦٢٤.