وأطال شيخ الإسلام في ذكر طرقه وشواهده، وصححه (انظر: مجموع الفتاوى ٦/ ٤١٥ - ٤١٩). وللحديث طرق غير طريق أبي اليقظان. فالحديث على أقل تقدير حسن بمتابعاته وشواهده. ١٧٥١ - "مقالته": يعني قول النبي - صلى الله عليه وسلم -. - يشير الناظم إلى الحديث المتفق على صحته عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: "بعث علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من اليمن بذُهَيْبَة في أديم مقروظ لم تحصَّل من ترابها، قال: فقسمها بين أربعة نفر: بين عيينة بن بدر، وأقرع بن حابس، وزيد الخيل، والرابع: إما علقمة، وإما عامر بن الطفيل، فقال رجل من أصحابه: كنا نحن أحق بهذا من هؤلاء، فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء، يأتيني خبر السماء صباحًا ومساءً". قال: فقام رجل غائر العينين، مشرف الوجنتين، ناشر الجبهة، كث اللحية، محلوق الرأس، مَشَمِّر الإزار، فقال: يا رسول الله: اتق الله، قال: "ويلك، أو لست أحق أهل الأرض أن يتقي الله؟ " قال: ثم ولّى الرجل، قال خالد بن الوليد: يا رسول الله ألا أضرب عنقه؟ قال: "لا، لعله أن يكون يصلي"، فقال خالد: وكم من مصل يقول بلسانه ما ليس في قلبه، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إني لم أؤمر أن أنقب قلوب الناس ولا أشق بطونهم"، قال: ثم نظر إليه وهو مقفٍّ فقال: "يخرج من ضئضئ هذا قوم يتلون كتاب الله رطبًا، لا يتجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرميّة". -وأظنه قال-: "لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل ثمود". الحديث أخرجه البخاري في المغازي - باب بعث علي بن أبي طالب وخالد بن الوليد إلى اليمن قبل حجة الوداع برقم (٤٣٥١)، ومسلم في الزكاة برقم (١٠٦٤). - ف، د، ح، س، طت، طه: (الواحد الرحمن).