ويدل لهذا: - ما جاء في الحديث الصحيح عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: صنع النبي - صلى الله عليه وسلم - شيئًا فرخص فيه، فتنزه عنه قوم، فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فخطب فحمد الله ثم قال: "ما بال أقوام يتنزهون عن الشيء أصنعه، فوالله إني لأعلمهم بالله وأشدهم له خشية". أخرجه البخاري في كتاب الأدب - باب من لم يواجه الناس بالعتاب رقم (٦١٠١). - وكذلك ما روته عائشة -رضي الله عنها- حيث قالت: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أمرهم من الأعمال بما يطيقون قالوا: إنا لسنا كهيئتك يا رسول الله، إن الله قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فيغضب حتى يعرف الغضب في وجهه ثم يقول: "إن أتقاكم وأعلمكم بالله أنا". أخرجه البخاري في كتاب الإيمان - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أنا أعلمكم بالله" برقم (٢٠). فاللازم الأول: هو أن قولكم بنفي العلو يلزم منه أن الرسول غير عارف بربه لأنه أثبتها له سبحانه. ١٦٢١ - والجواب محذوف، حذفه للعلم به، وهو أنه قد بلَّغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة أكمل نصح وأبْيَنَه وأوضحه. ولهذا استشهد الصحابة في أعظم مجمع يوم الحج الأكبر في خطبة الوداع حينما قال: "وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله، وأنتم تسألون عني فما أنتم=