فطَفِئَ وما أنار. ومصباحُ المشبّه قد غرِقتْ فتِيلتُه في عَكَر التشبيه، فلا يقتبس منه الأنوار. ومصباحُ الموحّد يتوقَّدُ من شجرة مباركة زيتونةٍ لا شرقيّة ولا غربيّة، يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسَسْه نار.
المثل السادس: قلب المعطِّل متعلّق بالعدَم، فهو أحقرُ الحقير. وقلب المشبِّه عابدُ الصنم الذي قد نُحِتَ بالتصوير والتقدير. والموحّدُ قلبُه متعبّدٌ لمن ليس كمثله شيء، وهو السميع البصير.
المثل السابع: نقودُ المعطّل كلُّها زُيوف فلا تروج علينا. وبضاعةُ المشبِّه كاسدةٌ، فلا تَنْفقُ لدينا. وتجارةُ الموحِّد ينادى عليها يومَ العَرْض على رؤوس الأشهاد: هذه بضاعتنا رُدَّت إلينا.
المثل الثامن: المعطِّل كنافخ الكِير إما أن يُحرِق ثيابَك، وإمّا أن تجد منه ريحًا خبيثة. والمشبهُ كبائع الخَمر إمّا أن يُسكِرك، وإمّا أن يُنجِّسك. والموحد كبائع المسك إما أن يُحذِيَكَ، وإمّا أن يبيعَك، وإمّا أن تجدَ منه رائحةً طيبة.
المثل التاسع: المعطّل قد تخلّف عن سفينة النجاة، ولم يركبها، فأدركه الطوفان. والمشبّه قد انكسرت به في اللُّجّة، فهو يشاهد الغرَق بالعيَان. والموحّد قد ركِب سفينةَ نوح، وقد صاح به الرُّبّان:{ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ}[هود: ٤١].
المثل العاشر: مَنْهلُ المعطِّل كسراب بقيعةٍ يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئًا، فرجع خاسئًا حسيرًا. ومشربُ المشبّه من ماء قد تغير طعمه ولونه وريحه بالنجاسة تغييرًا. ومشربُ الموحّد من كأس كان مزاجها كافورًا، عينًا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرًا.
وقد سميتها بالكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية وهذا حين الشروع في المحاكمة، والله المستعان، وعليه التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بالله.