للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فيها المثبت على المعطل. فعزم المؤلف على عقد محاكمة منظومة بين المعطل والمثبت، يقف عليها القريب والبعيد، وينتفع بها المسلمون في كل زمان ومكان. وقبل الشروع في المنظومة ضرب عشرة أمثال تبيّن حال المعطّل والمشبّه والموحّد في عبارة موجزة محكمة.

* مقدمة المنظومة:

استهلّ الناظم قصيدته بمقدمة غزلية في الظاهر، ومطلعها:

حكمُ المحبَّةِ ثابتُ الأركانِ ... ما لِلصُّدودِ بفسخِ ذاكَ يدانِ

ولكنه عنى بالمحبة محبة الله عَزَّ وَجَلَّ، فإنها هي التي لا تزول أركانها، ولا يتزعزع بنيانها. ثم تخيّل -على ما جرت به عادة الشعراء- أن زائرة حسناء قطعت مسافة طويلة من بلاد الشام مارّة بمدينة الرسول - صلى الله عليه وسلم - حتَّى وصلت إلى مكة المكرمة، وطرقت محبَّها العاني في داره القريبة من الصفا، وحدّثته بلوعتها واشتياقها إليه حديثًا معجبًا ظنَّه صدقًا، وفرح به فرحًا. قال:

فعجبتُ منه وقلتُ مِن فرحي ... به طمعًا، ولكنّ المنامَ دَهاني

إن كنتِ كاذبةَ الَّذي حدّثتني ... فعليكِ إثمُ الكاذب الفتّانِ

جهم بن صفوانٍ وشيعته الألى ... جحدوا صفاتِ الخالقِ المنانِ

وهكذا تخلّص إلى موضوع القصيدة تخلّصًا بارعًا، ليبيّن عقائد الجهمية بالتفصيل من البيت ٤٠ إلى البيت ١٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>