للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حتى اغتدت أرجاؤه بدعائه ... في عزةٍ وحمايةٍ وصيان

فابن القيم لم يصرح بترجيحه في هذه المسألة إلا في النونية، بدليل أنه لم ينقل أحد عنه غير ذلك (١)، والله أعلم.

المثال الثاني: أن ابن القيم عقد فصلًا في هذه القصيدة، تكلم فيه على عدد كبير من أسماء الله الحسنى، ومعانيها (٢). وهذا لا يوجد في غير هذه القصيدة من مؤلفاته.

المثال الثالث: أنه أشار في هذه القصيدة إلى ما كان عليه من منهج مخالف لمنهج أهل السنة في باب الاعتقاد قبل أن يلتقي بشيخ الإسلام، وأنه تاب على يديه وهذا مما لم ينص عليه في غير النونية، ومن ذلك قوله رحمه الله:

يا قومِ والله العظيم نصيحةً ... من مُشفقٍ وأخٍ لكم مِعوانِ

جرّبتُ هذا كلَّه ووقعتُ في ... تلك الشِّباكِ وكنتُ ذا طيَران

حتى أتاح لي الإله بِلُطْفِهِ ... من ليس تجزيه يدي ولساني

حبرٌ أتى من أرضِ حَرّان فيا ... أهلًا بمَن قد جاء مِن حرّانِ (٣)

١٢ - تميز هذا النظم بأنه جمع بين التأصيل العلمي وبين الأسلوب


(١) انظر: إبطال التنديد ص ١٥٦.
(٢) انظر: توضيح المقاصد لابن عيسى ٢/ ٢١٣ - ٢٥٧.
(٣) أرقامها ٢٢٨٧ - ٢٢٩٠، وأشار مرة أخرى إلى هذا في نونيته. انظر البيت ٤٢٢٢ وما بعده، وانظر: ابن القيم حياته وآثاره ص ١٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>