شريعة وضعتها بعقولها كما فعلت الفرقة الأولى، ولم تجوّز عليه ما نزّه نفسه عنه كما فعلت الفرقة الثانية" (١).
فمن تأمل كلامه -رحمه الله تعالى- في الموضعين يلحظ الاختلاف الذي فيه.
أما في النونية فقد ردّ الإمام ابن القيم -رحمه الله- قول من لا ينفي الظلم عن الله لامتناعه أصلًا إذ هو عنده كالجمع بين النقيضين، فقال في معرض حكايته لمذهب الجهمية (٥٧ - ٥٨):
والظلم عندهم المحال لذاته ... أنّى ينزه عنه ذو السلطان
ويكون مدحًا ذلك التنزيه ما ... هذا بمعقول لدى الأذهان
٣ - اشتمال النونية على أكثر مباحث الدرة المضية، وتميزها عنها بزيادة التفصيل والبيان، ولم تنفرد الدرة إلا في مسائل معدودة وهي: