للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فبلّغَ الرسالة، وأدّى الأمانة، ونصَحَ الأمّة (١) وجاهدَ في الله حقَّ جهاده، وعَبَد اللهَ حتى أتاه اليقين من ربّه (٢). وشرح الله له (٣) صدرَه، ورفع له ذكرَه، ووضع عنه وِزرَه (٤)، وجعل الذلّةَ والصَّغارَ على من خالف أمرَه (٥).

وأقسم بحياته (٦) في كتابه المبين. وقرَنَ اسمَه باسمِه، فإذا ذُكِر ذُكِر معه، كما في الخطب والتشهد والتأذين. فلا يصحّ لأحد خطبةٌ ولا تشهدٌ ولا أذانٌ ولا صلاةٌ (٧)، حتى يشهد أنه عبده ورسوله شهادة اليقين. فصلّى اللهُ وملائكتُه وأنبياؤه ورسلُه وجميعُ خلقِه عليه، كما


= يعي شيئًا، ومنه قوله تعالى: {وَقَالُوا قُلُوُبُنَا غُلْفُ} [البقرة/ ٨٨] اللسان ٩/ ٢٧١.
(١) في ح، ط زيادة: "وكشف الغمة".
(٢) فكان - صلى الله عليه وسلم - مطيعًا لأمر الله تعالى له {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (٩٩)} [الحجر: ٩٩] واليقين: الموت.
(٣) في ب: وشرح له.
(٤) كما قال تعالى ممتنًّا على رسوله - صلى الله عليه وسلم -: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (١) وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ (٢) الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (٣) وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (٤)} [الشرح: ١ - ٤].
(٥) كما قال - صلى الله عليه وسلم -: "جعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري". رواه البخاري عن ابن عمر معلقًا ٦/ ٩٨ فتح، كتاب الجهاد باب ٨٨ ما قيل في الرماح، والإمام أحمد ٤/ ٢٩.
(٦) كما قال تعالى: {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ (٧٢)} [الحجر: ٧٢] وإقسام الله تعالى به تشريف له - صلى الله عليه وسلم - وتكريم.
(٧) يعني أن الأمور المذكورة لا تصح إلا بالجمع بين الشهادتين، فلا تكفي شهادة التوحيد حتى يقرن بها شهادة الرسالة لمحمد - صلى الله عليه وسلم -.