للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

المثل الخامس: مصباح المعطّل قد عصَفت عليه أهوِيةُ التعطيل، فطَفِئَ وما أنار. ومصباحُ المشبّه قد غرِقتْ فتِيلتُه في عَكَر (١) التشبيه، فلا يقتبس (٢) منه الأنوار. ومصباحُ الموحّد يتوقَّدُ (٣) من شجرة مباركة زيتونةٍ لا شرقيّة ولا غربيّة، يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسَسْه نار (٤).

المثل السادس: قلب المعطِّل متعلّق بالعدَم، فهو أحقرُ الحقير. وقلب المشبِّه عابدُ الصنم (٥) الذي قد نُحِتَ بالتصوير والتقدير. والموحّدُ (٦) قلبُه متعبّدٌ لمن ليس كمثله شيء، وهو السميع البصير (٧).

المثل السابع: نقودُ المعطّل كلُّها زُيوف (٨) فلا تروج علينا. وبضاعةُ


= تعالى: {وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (١٩)} [العلق: ١٩].
(١) عكر الشراب والماء والدهن: آخره وخاثره. اللسان ٤/ ٦٠٠.
(٢) د، ظ، ح، ط: "تقتبس" ولم ينقط حرف المضارع في ف.
(٣) ب، ط: يوقد.
(٤) اقتباس من قوله تعالى: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ} [النور: ٣٥].
(٥) ط: "للصنم".
(٦) في ف: "وقلب الموحد".
(٧) يشير إلى قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (١١)} [الشورى: ١١].
(٨) زُيوف: رديئة مغشوشة جمع زَيف. اللسان ٩/ ١٤٢.