للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

١٧ - وَيظلُّ يشجَعُ فَوقَهَا ولغيرِه ... منهَا الثِّمارُ وكلُّ قِطْفٍ دَانِ

١٨ - وَيبيتُ يَبْكِي والمُواصِلُ ضاحِكٌ ... وَيَظَلُّ يَشْكُو وهْوَ ذُو شُكْرانِ

١٩ - هَذا ولو أنَّ الجَمَال معلَّقٌ ... بالنَّجمِ هَمَّ إليهِ بالطَّيَرانِ


١٧ - سجَع الحمام يسجَع سَجْعًا: هدل على جهة واحدة، وسجعت الحمامة إذا
دعت وطربت في صوتها. اللسان ٨/ ١٥٠.
القِطف: ما قطع من الثمر وقطف، وهو أيضًا العنقود ساعة يقطف. والداني: القريب. قال تعالى: {قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ} [لحاقة: ٢٣] أي: ثمارها قريبة التناول يقطفها القاعد والقائم. اللسان ٩/ ٢٨٥.
١٨ - في طه: "ذو هجران".
١٩ - قال الشيخ عبد اللطيف بن حسن آل الشيخ -رحمه الله- في شرحه لهذه الأبيات الأربعة من قوله: "واهًا لقلب .. " إلى قوله: "بالطيران": "أراد الناظم الاستعارة والتشبيه لقلب قعدت إرادته على الرسوم والأطلال فلم يظفر بنيل ما وراء ذلك من حقائق الإيمان وصادق الأعمال، بطير لازم الأغصان ووقف على تلك الأفنان والكثبان ولم يصل إلى ما عليها من يانع الثمار والفواكه الشهية، فهو دائمًا يسجع فوقها ويحن عليها، والوصول تعذر عليه. وغيره قد فاز به واستحوذ عليه ونال ما فيه من المقاصد والثمار واللطائف. ولذلك بات المحروم يبكي والمواصل ضاحك، وظل يشكو والمواصل شاكر، ومع هذا الحرمان والحال هو شديد التعلق بالجمال والكمال حتى لو كان معلقًا بالثريا لهمّ بالطيران إليه، ومع ذلك قد قيد نفسه ولم يتجاوز رسوم تلك المعاهد ولم ينهض لنيل تلك المطالب والفوائد. فما أحسن هذه الاستعارة وما اشتملت عليه من دقيق المعنى ولطيف العبارة، وما أكره أصحاب هذه القلوب، وما أعزّ من نفذ في سيره وقصده إلى عين المراد والمطلوب.
وأنت خبير بأن الناظم قصد تشبيه قلوب أهل الكلام في حال وقوفهم على نصوص الكتاب والسنة مع عدم الانتفاع بما فيها من حقائق العلم والإيمان ومقاصد التوحيد والإحسان وحالهم في هذا مع أهل العلم والقرآن وورثة =