للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٤٧ - وَكَذاكَ قَالوا مَا لَهُ مِنْ خَلْقهِ ... أحدٌ يَكونُ خلِيلَهُ النَّفْسَانِي


= الناظم تفصيل ذلك. انظر: البيت ٨٧٨ وما بعده.
- قوله: "كلامه هو غيره": قال شيخ الإسلام رحمه الله عند حكايته قول الجهمية في كلام الله: يقولون أولًا إن الله تعالى لا يتكلم، بل خلق كلامًا في غيره، وجعل غيره يعثر عنه. وأن قوله تعالى: {وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى} [الشعراء: ١٠] وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة إذا بقي ثلث الليل، فيقول: من يدعوني فاستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟ " معناه أن ملكًا يقول ذلك عنه. مجموع الفتاوى ١٢/ ٣٠٩، وقال في موضع آخر: يقولون: كلام الله مخلوق يخلقه في بعض الأجسام فمن ذلك الجسم ابتدأ لا من الله، ولا يقوم عندهم بالله كلام ولا إرادة. مجموع الفتاوى ١٢/ ١٦٣، والحديث الذي ذكره سيأتي تخريجه موسعًا، وسيأتي تفصيل ذلك في مبحث الكلام. انظر البيت ٨٢٩ وما بعده.
البهتان: الكذب والباطل الذي يتحير من بطلانه، والبهتان: الافتراء، وبهت فلان فلانًا أي: كذب عليه. اللسان ٢/ ١٣.
٤٧ - الخليل من الخُلّة وهي الصداقة والمحبة التي تخللت القلب فصارت خلاله أي في باطنه، والخليل: المحب الذي ليس في محبته خلل، ومنه قوله تعالى: {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} [النساء: ١٢٥]. اللسان ١١/ ٢١٨. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "والخُلّة هي كمال المحبة المستلزمة من العبد كمال العبودية لله، ومن الربّ سبحانه كمال الربوبية لعباده الذين يحبهم ويحبونه. ولفظ العبودية يتضمن كمال الذل وكمال الحب فإنهم يقولون: قلب متيَّم إذا كان متعبدًا للمحبوب، والمتيم: المتعبد، وتَيْم الله: عبده، وهذا على الكمال حصل لإبراهيم ومحمد عليهما الصلاة والسلام ولهذا لم يكن له من أهل الأرض خليل، إذ الخلة لا تحتمل الشركة فإنه كما قيل في المعنى:
قد تخلّلت مسلكَ الروح منّي ... وبذا سُمِّي الخليلُ خليلا
والخلة بخلاف أصل الحب، فالله أخبر أنه يحب المتقين والمحسنين. أما الخلة فخاصة. انتهى ملخصًا. مجموع الفتاوى ١٠/ ٢٠٣ - ٢٠٤.
وقال في موضع آخر: "وأنكرت الجهمية حقيقة المحبة بين الطرفين زعمًا منهم أنّ =