للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٣٩٦ - مَا ثَمَّ فَوْقَ العَرْشِ مِن ربٍّ ولَمْ ... يتكلّمِ الرَّحْمنُ بالقُرْآنِ

٣٩٧ - لَوْ كَانَ فَوْقَ العَرْشِ ربٌّ ناظِرٌ ... لزِمَ التَّحَيُّزُ وافتقارُ مَكَانِ


٣٩٧ - التحيّز: من الحَيِّز وهو الفراغ مطلقًا، سواء كان مساويًا لما يشغله أو زائدًا عليه أو ناقصًا عنه. وقيل الحيّز هو المكان. كشاف اصطلاحات الفنون ١/ ٢٩٨. وهذا اللفظ يستعمله الجهمية في نفي العلو عن الله تعالى فيقولون: إنه لو كان في السماء للزم أن يكون متحيزًا، وعند الرد عليهم لا ينبغي إطلاق نفي الحيز عن الله تعالى لأن لفظ الحيز من الألفاظ المجملة التي يراد بها معان متعددة ولا تثبت أو تنفى عن الله تعالى إلا بعد الاستفصال عن مراد مطلقها بها، فإن أراد بها معنى موافقًا للكتاب والسنة قُبل منه المعنى دون اللفظ وإن خالف رُدَّ اللفظ والمعنى.
قال شيخ الإسلام رحمه الله: "لفظ التحيز إن أراد به أن الله تحوزه المخلوقات فالله أعظم وأكبر بل قد وسع كرسيه السموات والأرض .. وإن أراد به أنه منحازٌ عن المخلوقات أي: مباين لها منفصل عنها ليس حالًا فيها فهو سبحانه كما قال أئمة أهل السنة: فوق سماواته على عرشه بائن من خلقه". مجموع الفتاوى ٣/ ٤٢، وانظر مجموع الفتاوى ١٧/ ٣٤٣ - ٣٤٧، بيان تلبيس الجهمية ١/ ١٠٠، ١٠٤، أساس التقديس للرازي (الأشعري) ص ٣٠ - ٣٧، شرح الأصول الخمسة للهمذاني (المعتزلي) ص ١١٢.
- قول هذا الجهمي إن إثبات أن الله في العلو يقتضي افتقاره إلى مكان يعني: أن الله تعالى لو كان في العلو على عرشه لكان معنى هذا أنه محتاج إلى مكان يكون فيه، وهذا نقص لا ينسب إلى الله ولفظ المكان كذلك كلفظ الحيز، قال العلامة نعمان الآلوسي: "وأما القائل الذي يقول: إن الله لا ينحصر في مكان إن أراد به أن الله لا ينحصر في جوف المخلوقات، وأنه لا يحتاج إلى شيء منها فقد أصاب، وإن أراد أن الله تعالى ليس فوق السماوات، ولا هو مستوٍ على العرش استواءً لائقًا بذاته وليس هناك إله يُعبد، ومحمد - صلى الله عليه وسلم - لم يعرج إلى ربه تعالى فهذا جهمي فرعوني معطل". جلاء العينين للعلامة نعمان الآلوسي ص ٣٨٥، وانظر مجموع الفتاوى ٤/ ٥٨ - ٥٩. والمراجع السابقة.