٧١٧ - ب: "إن كان". - إذا قال الجهمية والمعتزلة: إن كلام الله تعالى خلقه في غيره قيل لهم: قد علم بالاضطرار من الدين أن القرآن كلام الله، فإن كان مخلوقًا في محل آخر غيره لزم أن يكون كل كلام خلقه الله في محل هو كلام الله لتماثلهما بالنسبة إلى الله. ويلزم أن يكون ما يخلقه الله تعالى من كلام الجلود والأيدي والأرجل كلام الله. فإذا قالوا: {أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ} [فصلت: ٢١] كان الناطق هو المُنطِق، فيكون كل كلام مخلوق هو كلام الله حتى قول أهل الفحش والكفر. وهذا قد صرح به حلولية الجهمية من الاتحادية ونحوهم كصاحب الفصوص وغيره ومن قولهم: وكل كلام في الوجود كلامه ... سواء علينا نثره ونظامه درء تعارض العقل والنقل ٢/ ٢٥٢، الحيدة لعبد العزيز الكناني المكي ص ١٥٤، مختصر الصواعق المرسلة ص ٤٧٢، الرد على الجهمية للدارمي ص ٩٦، الاعتقاد للبيهقي ص ٧٦، وتقدم بيان مذهب الاتحادية في البيت: ٢٦٥ وما بعده.