"هم": يعني خير القرون رضي الله عنهم. - لا يزال الكلام موجهًا من الناظم إلى الخصوم وهم أهل الكلام، فيقول لهم: أيكما على حق أنتم أم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه والتابعون؟ وهذا من باب التنزل مع الخصم وإلا فمن المسلم به أن الحق فيما جاء به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتبعه عليه أصحابه، وهذا الأسلوب كقوله تعالى: {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (٢٤)} [سبأ: ٢٤] مع أن الحق مع المؤمنين قطعًا ولكن هذا من باب التنزل مع الخصم. تفسير الطبري مجلد ١٢/ ٢٢/ ٩٤. وقول الناظم "على حق وفي غي" الأصل أن يقول: "على حق أو في غي" لكنها ضرورة الشعر. ١٠٣٢ - هذا انتقال من الناظم -رحمه الله- إلى وجه آخر في الرد عليهم وهو أن دليلهم لم يرد في القرآن والسنة. - للقرآن الكريم أساليب متعددة في إثبات وجود الله سبحانه تغني عن أهل الكلام ودليلهم. انظر: ترجيح أساليب القرآن على أساليب اليونان لابن الوزير (ت ٨٤٠) ص ٧٠ - ٧٣، الرد على المنطقيين لشيخ الإسلام ابن تيمية ص ٣٤٤ - ٣٤٥، علم التوحيد عند خلص المتكلمين للدكتور عبد الحميد العرب ص ١٤٤ - ١٤٨، التفكير الفلسفي في الإسلام للدكتور عبد الحليم محمود ١/ ٦٤. ١٠٣٣ - "ذو" للمذكر ولكن الناظم جعله خبرًا للمؤنث للضرورة، وقد مرّ آنفًا مثله، وسيأتي في البيت ١٠٤٦ وغيره (ص).