"حين فرضت الحج" أي ألزمته نفسك بالإحرام، "ووجهوا" بتشديد الجيم أي توجهوا كما في رواية مسلم (١) أي وجهوا وجوههم أو رواحلهم، "بنمرة" بفتح النون وكسر الميم، "المشعر الحرام" جبل بمزدلفة، "فأجاز" أي جاوز مزدلفة، "زاغت الشمس" أي زالت، "فرحلت" بتخفيف الحاء أي جعل عليها الرحل، "بطن الوادي" هو وادي عرنة بضم العين وفتح الراء ونون، "إن دماءكم وأموالكم" قيل تقديره. سفك دماءكم وأخذ أموالكم؛ إذ الزوات لا توصف بتحليل ولا تحريم فيقدر في كل ما يناسبه.
قلت: يمكن أن يقدر واحد عام فيحمل بالنظر إلى كل على ما يليق به كتناول دمائكم وتعرضها، ثم ليس الكلام من مقابلة الجمع للجمع لإفادة التوزيع حتَّى يصير المعنى أن دم كل أحد وماله حرام عليه، بل الأول لإفادة العموم أي دم كل أحد حرام عليه وعلى غيره، والثاني لإفادة أن مال كل أحد حرام على غيره، ويمكن أن يقال: المعنى فيهما أن دم كل أحد وماله حرام على غيره، وأما حرمة الدم على نفسه فليس بمقصودة في هذا الحديث وإنما هو معلوم من خارج، وذلك لأن تعرض المرء دم نفسه ممنوع طبعًا فلا حاجه إلى ذكره إلا نادرًا.