للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «سَتَكُونُ هِجْرَةٌ بَعْدَ هِجْرَةٍ، فَخِيَارُ أَهْلِ

===

بفتح الذال المعجمة من قذرت الشيء بكسر الذال إذا كرهته "نفس الله" بسكون الفاء أي ذاته، وهذا من إطلاق النفس على الله بلا مشاكلة ومن قوله تعالى: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ} (١) وفي الحديث: "أنت كما أثنيت على نفسك (٢) " وفيه "ذكرته في نفسي" (٣) قال الخطابي: إن الله تعالى يكره خروجهم إلى الشام ومقامهم بها فلا يوفقهم لذلك فصاروا بالرد وترك القبول في معنى الشيء الذي يقذره نفس الإنسان فلا يقبله فهو في معنى: {وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ} (٤)، "وتحشرهم النار" أي نار جهنم مع من مسخهم الله من الأقوام فجعلهم قردة وخنازير، أي إنهم في جهنم في طبقة هؤلاء الممسوخين أو المراد النار التي تحشر الناس، والمعنى أن تلك النار تحشر هؤلاء مع من يناسبهم ويماثلهم في الأخلاق، وقيل: المراد: نار الفتنة التي هي نتيجة أفعالهم القبيحة والله تعالى أعلم.

"ابن حوالة" بفتح الحاء المهملة مخففًا (٥)، "إلى أن تكونوا" بالخطاب أو الغيبة أي المسلمون أو الناس، "مجندة" بضم الميم وتشديد النون، والمرد:


(١) سورة آل عمران: آية (٣٠).
(٢) مسلم في الصلاة (٤٨٦)، أحمد في مسنده ١/ ٩٦؛ ١١٨، ١٥٠ - ٦/ ٥٨، والترمذي في الدعوات (٣٤٩٣) وقال: هذا حديث حسن قد روي من غير وجه عن عائشة؛ وابن ماجة في الدعوات (٣٨٤١). وموطأ مالك في القرآن (٣١).
(٣) متفق عيه: البخاري في التوحيد (٧٤٠٥)، مسلم في الذكر والدعاء (٢٦٧٥). والنسائي في الكبرى في النعوت (٧٧٣٠/ ١).
(٤) معالم السنن: ٢/ ٢٣٦. والآية في سورة التوبة: آية (٤٦).
(٥) ابن حوالة الأزدي، هو عبد الله. تقريب التهذيب ٢/ ٥٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>