خمس وثلاثين مقتل عثمان، وفي ست وثلاثين وقعة الجمل، وفي سبع وثلاثين وقعة صفين، "فإن يهلكوا" من الهلاك على بناء الفاعل، والإهلاك على بناء المفعول فسبيل من هلك أي فسبيلهم سببل من قد هلك قبلهم من القرون السالفة، "وأن يقم لهم دينهم" أي وإن بقوا وقد قام لهم دينهم، فلا يقوم لهم الدين على الانتظام الحسن إلا إلى سبعين عامًا من الهجرة، أو من ابتداء الإسلام، أو من وقت الكلام كما سيق، ولعل ذلك لكثرة الصحابة في هذه المدة وقلتهم فيما بعد "أيّما بقى" أي هذا العدد أعني سبعين عامًا، هل يعتبر بعد خمس وثلاثين مثلًا أم يعتبر معها، فقال مما مضى أي معها، وذكروا في شرح الحديث وجوها، ولكن هذا أحسبها والله تعالى أعلم.
٤٢٥٥ - "يتقارب الزمان" قد يراد به اقتراب الساعة أو تقارب أهل الزمان بعضهم من بعض، الشر والفتنة أو قصر أعمار أهله أو قرب مدة الأيام والليالي، حتى تكون السنة كالشهر وينتقص العلم بموت العلماء وكثرة النساء، ويلقى الشح في قلوب الناس فيبخل الغني بماله حتى في أداء الزكاة والعالم بعلمه حتى في إعارة الكتب، "والهرج" بفتح فسكون، "أنها" الضمير للقصة يكون المضطجع