بل أتى بلفظة ناقصة على عادة الكهنة، فإن قلت كيف اطلع هو أو شيطانه على بعض ما في الضمير أجيب باحتمال أنه - صلى الله عليه وسلم - تكلم به في نفسه أو ذكر بعض الصحابة بذلك فاسترق الشيطان بعض ذلك، قلت: والأظهر أنه جرى ذكره في السماء فاسترق الشيطان من هنالك كسائر الأمور التي تخبر بها الكهنة والله تعالى أعلم.
"أخسأ" كلمة تستعمل عند طرد الكلب ونحوه أي اسكت وابعد صاغرًا مطرودًا "فلن تعدو قدرك "أي فلن تتجاوز مرتبتك التي هي مرتبة الكهنة إلى مرتبة النبوة والرسالة، قيل: إنما تركه - صلى الله عليه وسلم - مع أنه ادعى النبوة كاذبًا؛ لأنه كان صغيرًا أو لأنه كان من يهود، وكان بين النبي - صلى الله عليه وسلم - وبينهم صلح في تلك الأيام.