٤٦٠٧ - "أتينا العرباض"(١) على صيغة المتكلم ونصب العرباض، "بليغة" من المبالغة أي بالغ فيها بالإنذار والتخويف لا من المبالغة المفسرة ببلوغ المتكلم في تأدية المعنى، "حدًّا له" اختصاص بتوفيه خواص التراكيب حقها وإيراد أنواع الكلام من المجاز والكناية والتشبيه على وجهها لعدم المناسبة بالمقام، "ذرفت" سالت، وفي إسناده إلى العيون من أن السائل دموعها مبالغة, وجلت" كسمعت أي خافت أي أثرت فيهم ظاهرًا وباطنًا، "كأن" بتشديد النون من حروف التشبيه، "مودع" اسم فاعل من التوديع أي كأنك تودعنا، فلا تترك شيئًا مما يهتم به، "تعهد إلينا" أي توصي إلينا أو توجب علينا، "والسمع والطاعة" أي آمركم بالسمع والطاعة، "وإِن" أي كان الأمير عبدًا حبشيًّا، وفي بعض النسخ بالرفع، فالتقدير وتأمر عبديٌّ حبشيٌّ، والحاصل أن الكلام في أمير الخليفة لا في الخليفة حتى يرد أنه كيف يكون الخليفة عبدًا حبشيًّا، على أن المحل محل مبالغة في لزوم الطاعة ففرض الخليفة فيه عبدًا حبشيًّا؛ لإفادة المبالغة محتمل. "فإِنه" إلخ، تعليل للوصية بذلك أي وترك طاعتهم يزيد في الفتن والاختلاف فلا ينبغي لكم ذلك،
(١) هو العرباض بن سارية. صحابي كان من أهل الصفة ومات بعد سبعين. انظر: تقريب التهذيب (٢/ ١٧).