أي كونوا كلكم على طاعة الله وعلى الأخوة والمودة فيما بينكم، وفيه إشارة إلى المودة، لا تجركم إلى المعاونة في المعصية، وإنما تكون مودتكم في طاعته بحيث يكون كل منكم معينًا لصاحبه على البر والتقوى لا على الإثم والعدوان، وللاهتمام بهذا المعنى قدم عباد الله، والله تعالى أعلم.
"أن يهجر أخاه" إلخ، يفهم منه إباحة الهجر إلى ثلاث، وهو رخصة لما في طبع الآدمي من عدم تحمل المكروه، ثم المراد حرمة الهجران إذا كان الباعث عليه وقوع تقصير في حقوقه الصحبة والأخوة وآداب العشرة، وذلك أيضًا بين الأجانب، وأما بين الأهل فيجوز إلى أكثر للتأديب، فقد هجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نساءه شهرًا، وكذا إذا كان الباعث أمرًا دينيًّا، فليهجره حتى ينزع من فعله، وعقده ذلك، فقد أذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هجران الثلاثة الذين خلفوا خمسين ليلة حتى صحت توبتهم عند الله.
قالوا: وإذا خاف من مكالمة أحد أو مواصلة ما يفسد عليه دينه أو يدخل عله مضرة في دنياه يجوز له مجانبته والحذر عنه، فرب هجر جميل تجير من مخالطة مؤذية والله تعالى أعلم.
٤٩١١ - "يلتقيان" بيان كيفية الهجران المحرم، والجملة مستأنفة، وفيه أنه لا