للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُهَاجِرِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَقِيلُ ابْنُ شَبِيبٍ، عَنْ أَبِي وَهْبٍ الْجُشَمِيِّ، وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَسَمَّوْا بِأَسْمَاءِ الْأَنْبِيَاءِ، وَأَحَبُّ الْأَسْمَاءِ إِلَى اللَّهِ عَبْدُ اللَّهِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَأَصْدَقُهَا حَارِثٌ، وَهَمَّامٌ، وَأَقْبَحُهَا حَرْبٌ وَمُرَّةُ».

===

الإشعار بالذل في حضرته المستدعي للرحمة لصاحبه، ولذا ذكرهم الله تعالى في مواضع الرحمة باسم العبد فقال: {قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ} (١) الآية، وقد ذكر الله تعالى نبيه - صلى الله عليه وسلم - في أشرف المواضع في كتابه باسم عبد الله، فقال: {لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللهِ} (٢)، وقال: {الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ} (٣).

هذا وقيل: أي أحب الأسماء بعد أسماء الأنبياء عليهم السلام، فهذان الاسمان ليس بأحب من اسم محمد، وقيل: أمر أولًا بالتسمي بأسماء الأنبياء فرأى فيه نوع تزكية للنفس فنزل إلى قوله "أحب الأسماء" إلخ؛ لأنه في مثلهما خضوعًا واستكانة، ثم نظر إلى أن العبد قد يقصر في العبودية فلا يصدق عليه مثل هذا الاسم فنزل إلى حارث وهمام "وأصدقها" أي أطبقها للمسمى؛ لأن الحارث هو الكاسب والهمام مبالغة في الفم؛ ولا يخلو إنسان عن كسب وهم، بل هموم، وأما نحو عبد الله فقد يكون مسماه قاصرًا على العبودية، فلا يكون أطبق للمسمى مع كونه أحب لما ذكرنا، "وأقبحها" لما في الحرب من المكاره "وفي المرة" من المرارة والبشاعة.


(١) سورة الزمر: آية (٥٣).
(٢) سورة الجن: آية (١٩).
(٣) سورة الفرقان: آية (١).

<<  <  ج: ص:  >  >>