للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نَقْرَةِ الْغُرَابِ، وَافْتِرَاشِ السَّبْعِ، وَأَنْ يُوَطِّنَ الرَّجُلُ الْمَكَانَ فِي الْمَسْجِدِ كَمَا يُوَطِّنُ الْبَعِيرُ»، هَذَا لَفْظُ قتَيْبَةَ.

===

قوله: "قال فنسبني" هو بالتخفيف من حد نصر وضرب أي سألني عن أن أذكر له نسبي فانتسبت له أي ذكرت له نسبي، وقوله: "إن أول ما يحاسب النَّاس به" أي في حقوق الله، وأمَّا ما في حقوق العباد فقد جاء أن الأول فيها الدَّماء وبه اندفع التعارض بين الحديثين، و "كتبت له تامة" أي قدرت وسجَّلت وأثيب العبد على تمامها، ويحتمل أن يكون هناك كتابة ثانية للأعمال، ويحتمل أن المراد به كتابة الدُّنيا على معنى، فيجدها مكتوبة تامة وظهر له كتابتها تامة، ولو حمل على كتابة الدُّنيا بلا تأويل كان له وجه، والله تعالى أعلم، وقوله: "أتموا لعبدي" يحتمل أن المراد إتمام ما فات من السنن والفريضة والخشوع والأذكار ونحو ذلك؛ فيحصل له بسبب فعل هذه الأشياء في النوافل ثواب فعل هذه الأشياء في الفرائض، ويحتمل إتمام ما فات من الفروض والشرايط في الفريضة بما أتى في النوافل من الفروض والشرائط، ويحتمل أن المراد ما ترك من الفرايض رأسًا فلم يصلها فيعوض عنها من التطوع وهذا من غاية كرمه وجوده على عباده فله الفضل والمنة، وقد رجح بعضهم الاحتمال الأخير بأنه جعل الزكاة كالصلاة وليس في الزكاة إلَّا فرضها أو نفلها، فكما يكمل فرض الزكاة بنفلها كذلك الصَّلاة، قلت: يحتمل أن قلة الإخلاص في فرض الزكاة تجبر بالإخلاص في نفلها والله تعالى أعلم، "فجعلت يدي بالتثنية وكذلك ركبتي" يريد التطبيق وهو منسوخ بالاتفاق.

<<  <  ج: ص:  >  >>