إلى ذي سلطان ليقتله، ولا تسحروا، ولا تأكلوا الربا، ولا تقذفوا محصنة، ولا تولوا للفرار يوم الزحف، وعليكم خاصة – اليهود – أن لا تعتدوا في السبت)). قال: فقبلا يديه ورجليه، وقالا: نشهد أنك نبي. قال:((فما يمنعكم أن تتبعوني؟)). قالا: إن داود عليه السلام دعا ربه أن لا يزال من ذريته نبي، وإنا نخاف إن تبعناك أن تقتلنا اليهود. رواه الترمذي، وأبو داود، والنسائي. [٥٨]
٥٩ - وعن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ثلاث من أصل الإيمان، الكف عمن قال: لا إله إلا الله، لا تكفره بذنب، ولا تخرجه من الإسلام بعمل. والجهاد
ــ
قوله: ((إن داود دعا ربه)) ((مظ)): يعني دعا داود عليه السلام أن لا تقطع النبوة في ذريته إلى يوم القيامة، وإذا دعا داود عليه السلام يكون دعاءه مستجابا البتة؛ لأنه لا يرد الله دعاء نبي، فإذا كان كذلك فسيكون نبي من ذريته، ويتبعه اليهود. وربما كان لهم الغلبة والشوكة، فإن تركنا دينهم واتبعناك يقتلنا اليهود إذا ظهر لهن نبي وقوة. وهذا كذب منهم وافتراء على داود؛ لأنه عليه السلام لم يدع بهذا الدعاء، ولا يجوز لأحد أن يعتقد في داود هذا اللدعاء؛ لأنه عليه السلام لم يدع بهذا الدعاء، ولا يجوز لأحد أن يعتقد في داود هذا الدعاء؛ لأنه قرأ في التوراة والزبور نعت محمد عليه الصلاة والسلام، وأنه خاتم النبيين، وأنه ينسخ به جميع الأديان والكتب، فإذا أخبر الله تعالى داود ببعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهما، على هذه الصفة، فكيف يدعو على خلاف ما أخبره الله تعالى به؟
الحديث الثاني عن أنس: قوله: ((ثلاث من أصل الإيمان)) أصل الشيء قاعدته التي لو توهمت مرتفعة لارتفع بارتفاعه؛ ولذلك قال:{أَصْلُهَا ثَابِتٌ وفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ} أي ثلاث خصال من أصل الإيمان.
إحداها:((الكف عمن قال)) وفيه إشارة إلى اعتقاد أن المؤمن لا يكفر بالذنب، ولا يخرج من الإسلام ردا على الخوارج والمعتزلة؛ لأن الخوارج يكفرون من يصدر منه ذنب، والمعتزلة يثبتون منزلة بين المنزلتين.
الثانية:((الجهاد ماض)) يعني: الخصلة الثانية اعتقاد كون الجهاد ماضيا إلى خروج الدجال، يخرج بعد قتله يأجوج ومأجوج فلا يطاقون، وبعد فنائهم لم يبق كافر – انتهى كلامه. وفيه رد