للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ربِّه، ولَخُلوف فَمِ الصائم عندَ الله أطيبُ عند اللهِ من ريحِ المسك والصيامُ جنَّةٌ، وإذا كانَ يومٌ صومِ أحدِكم فلا يرفُث ولا يَصخَب، فإنْ سابَّهُ أحد أو قاتَلهُ فليَقُل: إني امرؤٌ صائم)) متفق عليه.

الفصل الثاني

١٩٦٠ - عن أبي هريرةَ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا كانَ أوَّلُ ليلةٍ من شهر رمضانَ صُفِّدت الشياطين ومردةُ الجنِّ، غلِّقَتْ أبوابُ النَّارِ فلم يُفتَح منها بابٌ، وفُتحت أبوابُ الجنَّة فلم يُغلَق منها بابٌ، ويُنادي مُنادٍ، يا باغي الخيرِ أقبِل، ويا باغي الشرِّ أقصر، ولله عُتقاءُ من النارِ وذلك كلَّ ليلةٍ)). رواه الترمذي، وابن ماجه [١٩٦٠].

ــ

الجزاء عند لقاء الله تعالي، وهو فرح لا يكتنه كنهه، قوله: ((لخلوف فم الصائم)) ((مح)): هو بضم الخاء تغير رائحة الفم، هذا هو الصواب الذي عليه الجمهور، وكثير يروونه بفتحها. قال الخطابي، وهو خطأ.

((قض قوله: ((أطيب)) تفضيل لما يستكره من الصائم علي أطيب ما يستلذ من جنسه- وهو المسك- ليقاس عليه ما فوقه من آثار الصوم ونتائجه. والرفث الفحش، والصَخَبُ الصَياحُ، والخصومة. والصِّخَابُ الصِّياحُ. ((مظ)): الجُنَّة الترس، يحتمل أن يراد به أن الصوم يدفع الرجل عن المعاصي؛ لأنه يكسر النفس كما تدفع الجُنَّة السَّهمَ. وأن يراد به أن الصوم يدفع النار عن الصائم كالجنة، قيل في قوله: ((إني امرؤ صائم)): يراد به القول باللسان؛ ليندفع عنه خصمه، أي إذا كنت صائماً لا يجوز لي أن أخاصمك بالشتم والهذيان، وقيل: المراد به الكلام النفسي، بأن يتفكر في نفسه أنه صائم لا يجوز له أن يغضب، ويهذي، ويسب.

الفصل الثاني

الحديث الأول عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((صفدت الشياطين)) ((نه)): أي شُدَّت، وأوثقت بالأغلال، يقال: صفدته والصَفَد والصفاد الشدُّ. والمردة جمع مارد، وهو العاتي الشديد، روى البيهقي عن الإمام أحمد عن الحليمي أنه قال: تصفيد الشياطين في شهر رمضان، يحتمل أن يكون المراد به أَيَّامَهُ خاصة، وأراد الشياطين التي هي مسترقة السمع، ألا تراه قال: ((مردة الشياطين))؛ لأن شهر رمضان كان وقتاً لنزول القرآن إلي السماء الدنيا، وكانت

<<  <  ج: ص:  >  >>