للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٢١١٩ - وعن أبي هريرة، قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تجعلوا بيوتكم مقابر. إنَّ الشيطان ينفر من البيت الذي يقرأ فيه سورة البقرة)) رواه مسلم.

٢١٢٠ - وعن أبي أمامة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((اقرءوا القرآن، فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه، اقرؤوا الزهراوين: البقرة وسورة آل عمران،

ــ

((الحمد لله)). ((تو)): الحمد أعلي مقامات العبودية. وإلي هذا المعني أشار بقوله صلى الله عليه وسلم: ((بيدي لواء الحمد يوم القيامة)) وإنما يؤتى لواء محمد، لأنه أحمد الحامدين، ولا منزلة فوق ذلك. ومنه اشتق اسمه، وبه فتح كتابه، وبه ختم حاله، ووصف به مقامه، وهو المقام الذي لا يقومه أحد غيره. ((حس)): وفي الحديث دليل علي أن إجابة الرسول صلى الله عليه وسلم في الصلاة* لا تبطلها، كما أنك تخاطبه بقولك: ((السلام عليك أيها النبي))، ومثله يبطل الصلاة مع غيره.

الحديث الحادى عشر عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((لا تجعلوا بيوتكم مقابر))

((قض)): أي كالمقابر خالية عن الذكر، والطاعة. واجعلوا لها نصيباً من القراءة والصلاة. فإن الشيطان ينفر من البيت الذي يقرأ فيه البقرة، أي يئس من إغواء أهله وتسويلهم، لما يرى من جدهم في الدين، ورسخوهم في الإسلام. قال صلى الله عليه وسلم: ((من قرأ البقرة وآل عمران جد فينا)) وذلك لما في حفظهما والمواظبة علي تلاوتهما من الكلفة والمشقة، واشتمالهما علي الحكم، وبيان الشرائع، والقصص، والمواعظ، والوقائع الغربية، والمعجزات العجيبة، وذكر خالصة أوليائه والمصطفين من عباده، وتفضيح الشيطان ولعنه، وكشف ما توسل به إلي تسويل آدم وذريته.

أقول: قوله: ((إن الشيطان ينفر)) استئناف كالتعليل للنهي، كقوله تعالي: {ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون} فلابد من بيان وجه المناسبة بين التعليل والمعلل.

وذلك أن معنى التشبيه، لا تكونوا كالموتى في القبور، عارين عن القراءة والذكر، غير منفرين للشيطان. ونحوه في النهي قوله تعالي: {ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون} نهاهم عن أن تموتوا علي غير الإسلام، والمراد الأمر علي ثباتهم في الإسلام، حيث إذا أدركهم الموت كانوا مسلمين، فكذا ها هنا المراد أمرهم علي قراءة القرآن، والعمل به، والتحري في استنباط معإنيه، والكشف عن حقائقه بحيث يصير ذا جد وحظ وافر من ذلك مراغمة للشيطان. وقوله: ((لا تجعلوا بيوتكم مقابر)) كناية تلويحية عن هذه المعإني. ((حس)): في الحديث دليل علي أنه يجوز أن يقال: سورة البقرة، وكرهه بعضهم. وقال: ينبغي أن يقال: السورة التي تذكر فيها البقرة، وأمثالها.

<<  <  ج: ص:  >  >>