للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الله صلى الله عليه وسلم، فقام علينا، فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم سكت القارئ، فسلم، ثم قال: ((ما كنتم تصنعون؟)) قلنا: كنا نستمع إلي كتاب الله. فقال: ((الحمد لله الذي جعل من أمتى من أمرت أن أصبر نفسى معهم)) قال: فجلس وسطنا ليعدل بنفسه فينا، ثم قال بيده هكذا، فتحلقوا وبرزت وجوههم له، فقال: ((أبشروا يامعشر صعاليك المهاجرين! بالنور التام يوم القيامة، تدخلون الجنة قبل أغنياء الناس بنصف يوم، وذلك خمسمائة سنة)). رواه أبو داود. [٢١٩٨].

٢١٩٩ - وعن البراء بن عازب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((زينوا القراَن بأصواتكم)) رواه أحمد، وأبوداود، وابن ماجه والدارمى. [٢١٩٩].

ــ

في حقهم، وما أمره أن يصبر معهم في قوله: {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشى يريدون وجهه} وحمد علي ذلك. نظلت الَاية في فقراء المهاجرين حين قال كفار قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم: اطرد هؤلاء الفقراء من عندك حتى نجالسك ونؤمن بك فمال إلي ما قالوا، فنزلت {ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشى} وهذه الَاية.

وقوله: ((ليعدل بنفسه)) ((تو)): أي ليجعل نفسه عديلا ممن جلس إليهم، ويسوى بينه وبين اؤلئك الزمرة في المجلس رغبة فيما كانوا فيه، وتوا١عاً لربه سبحانه وتعالي.

قوله: ((ثم قال بيده هكذا)) يعنى لما جلس بينهم لم تكن وجوه القوم بارزة له، ثم أشار بيده إلي أن يجلسوا حلقه لتظهر وجوههم له، ويراهم كلهم، امتثالا لقوله تعالي: {ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا} وإن كانت كناية عن الإزدراء بهم، وأن ينبو عن رثاثه زيهم طموحاً إلي زى الأغنياء وحسن سادتهم، لكن لا ينافي إرادة الحقيقة، وأن ينظر إليهم بعينه جميعاً بين مدلولي المفهوم والمنطوق. ((تو)): الصعلوك الذي لا مال له، وصعاليك العرب دونها*، وصعاليك المهاجرين فقراؤهم.

قوله: ((بنصف يوم)) ((مظ)): وذلك لأن الأغنياء وقفوا في العرصات للحساب، وسئلوا من أين حصلوا المال، وفي أي شيء صرفوه، ولم يكن مال حتى يتوقفوا. وعنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفقراء، الصابرين والصالحين منهم، وبالأغنياء، الشاكرين المؤدين حقوق أموالهم.

الحديث الثانى عن البراء: قوله: ((زينوا القراَن بأصواتكم)) ((قض)): قيل: إنه من المقلوب،

<<  <  ج: ص:  >  >>