للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٢٠٠ - وعن سعد بن عبادة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من امرئ يقرأ القراَن ثم ينساه إلا لقى الله يوم القيامه أجزم)) رواه أبو داود، والدارمى. [٢٢٠٠].

ــ

ويدل عليه أنه روى أيضاً عن البراء عكس ذلك. ونظيره في كلام العرب قولهم: عرضت الناقة علي الحوض، والمعروض هو الحوض علي الناقة، وقولهم: إذا طلعت الشعرى، واستوى العود علي الحرباء، فإن الحرباء تستوى علي العود. ويجوز أ، يجرى علي ظاهره، فيقال: المراد تزيينه بالترتيل، والجهر به، وتحسين الصوت، فإنه إذا سمه من صيت حسن الصوت يقرأ بصوت طيب ولحن حزين، يكون أوقع في القلب وأشد تأثيراً، وأرق لسامعيه، وسماه تزييناً، لانه تزيين اللفظ والمعنى.

((تو)): هذا إذا لم يخرجه التغنى عن التجويد، ولم يصرفه عن مراعاة النظم في الكلمات والحروف، فإذا انتهي إلي ذلك عاد الاستحباب فيه كراهة، وأما الذي أحدثه المتكلفون بمعرفة الأوزان والموسيقى، فيأخذون في كلام الله مأخذهم في التنشيد والغزل، فإنه من أشد البد وأسوأ الأحداث، فيوجب علي السامع النكير، وعلي التالي التعزيز.

((مح)): في الروضة: أما تحسين الصوت بقراءة القراَن فمسنون، وأما القراءة بالألحان، فقال الشافعى في المختصر: لا بأس بها، وفي رواية أنه مكروه. قال جمهور الأصحاب: ليست علي القولين، بل المكروه أن يفرط في المد وفي إشباع الحركات، حتى يتولد من الفتحة ألف، ومن الضمة واو، ومن الكسرة ياء، أو يدغم في غير موضع الإدغام، فإن لم ينته إلي هذا الحد فلا كراهة. قال الشيخ محى الدين: الصحيح أنه إذا أفرط علي الوجه المذكور فهو حرام، صرح به صاحب الحاوى، فقال: هو حرام يفسق به القارئ ويأثم المستمع؛ لانه عدل به عن نهجه القويم، وهذا مراد الشافعى بالكراهة.

الحديث الثالث عن سعد: قوله: ((أجذم)) ((نه)): أي مقطوع اليد، من الجذم وهو القطع. وفي الغريبين احتج أبو عبيد في هذا القول بقول علي رضي الله هنه: ((من نكث بيعته لقى الله تعالي وهو أجذم ليس له يد)). وقال القتيبى: الأجذمها هنا الذي ذهبت أعضاؤه كلها، وليست يد الناسى للقراَن اولي بالعقوبة من سائر أعضائه، يقال: رجل أجذم، إذا تهافتت اعضاؤه من الجذام. قال ابن الأنبارى: القول ما قال أبو عبيد، فإن العقاب لو كان يقع بالجارحه التي باشرت المعصية لما عوقب الزانى بالنار في الَاخر، وبارجم والجلد في الدنيا. وقيل: معناه أنه أجذم الحجه، لا لسان له يتكلم، ولا حجة في يده. واليد يراد به الحجة، ألا ترى أن الصحيح اليد يقول لصاحبة: قطعت يدى، أي أذهبت حجتى. وقال الخطأبي: معناه ما ذكره

<<  <  ج: ص:  >  >>