للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٢٠٩ - وعن طاوسٍ، مرسلا، قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الناس أحسن صوتا للقرآن؟ وأحسن قراءة؟ قال: ((من إذا سمعته يقرأ أريت أنه يخشى الله)) قال طاوس: وكان طلق كذلك. رواه الدرامي [٢٢٠٩].

٢٢١٠ - وعن عبيدة المليكي، وكانت له صحبة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أهل القرآن! لا تتوسدوا القرآن، واتلوه حق تلاوته، من آناء الليل والنهار، وأفشوه وتغنوه وتدبروا ما فيه لعلكم تفلحون، ولاتعجلوا ثوابه، فإن له ثوابا)). رواه البيهقي في ((شعب الإيمان)) [٢٢١٠].

ــ

بالتزيين الترتيل، والجهر به، وتحسين الصوت. وهذا الحديث لا يحتمل القلب، كما احتمله الحديث السابق، لتعليله بقوله: ((فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسنا)).

الحديث الرابع عن طاوس: قوله: ((أريت أنه يخشى الله)) أن من حسبته وظنته أنه يخشى الله، وتظهر أمارات الخشية منه، ويتأثر به قلبك. ولا يكون القارىء حينئذ إلا عالما بزواجره، وقوارعه، ومواعيده، فيخشى عذاب الله، ويرجو رحمته. وكأن الجواب من الأسلوب الحكيم حيث اشتغل في الجواب عن الصوت الحسن بما يظهر الخشية في القاريء والمستمع.

الحديث الخامس عن عبيدة: قوله: ((لا تتوسدوا القرآن)) يحتمل وجهين: أحدهما: أن يكون كناية رمزية عن التكاسل، أي لا تجعلوه وسادة تنامون عليه، بل قوموا به واتلوه آناء الليل وأطراف النهار. هذا معنى قوله: ((واتلوه حتى تلاوته)). وثإنيهما: أن يكون كناية تلويحية عن التغافل، فإن من جعل القرآن وسادة يلزم منه النوم، فتلزم منه الغفلة، يعني لا تغفلوا عن تدبر معإنيه، وكشف أسراراه، ولا تتوانوا في العمل بمقتضاه، والإخلاص فيه. وهذا معنى قوله: ((واتلوه حتى تلاوته)). وقول الله تعالي {إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلإنية يرجون تجارة لن تبور} جامع للمعنيين، فإن قوله: (أقاموا، وأنفقوا) ماضيان عطفا علي ((يتلون)) وهو مضارع، دلالة علي الدوام والاستمرار في التلاوة المثمرة، لتجدد العمل المرجو منه التجارة المربحة.

قوله: ((وأفشوه)) أي سمعوا الناس قراءته، وعلموهم، وأكثروا من كتابته، وتفسيره،

<<  <  ج: ص:  >  >>