٢٢٣٤ - وعن ابن عمر] رضي الله عنه [، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فعليكم عباد الله بالدعاء)) رواه الترمذي. [٢٢٣٤]
ــ
السهم فيتدافعان، كذلك الدعاء والبلاء، وليس من شرط الاعتراف بالقضاء أن لا يحمل السلاح، وقد قال تعالي:{وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم}. فقدر الله تعالي الأمر وقدر سببه، وفي الدعاء من الفوائد ما ذكرنا من حضور القلب، والافتقار، وهما نهاية العبادة والمعرفة.
قوله:((ولا يزيد في العمر إلا البر)) ((شف)): قيل: معناه إذا أبر فلا يضيع عمره، فكأنه زاد. وقيل: يزاد في العمر حقيقة، قال الله تعالي:{وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب}. وقال تعالي:{يمحو الله ما يشاء ويثبت}. وذكر في الكشاف أنه لا يطول عمر إنسان ولا يقصر إلا في كتاب. وصورته: أن يكتب في اللوح المحفوظ إن حج فلان أو غزا فعمره أربعون سنة، وإن حج وغزا فعمره ستون سنة، فإذا جمع بينهما، فبلغ الستين، فقد عمر، وإذا أفرد أحدهما فلم يتجاوز به الأربعين، فقد نقص من عمره الذي هو الغاية وهو الستون. وذكر نحوه في معالم التنزيل، ثم قال: فقيل للقائل: إن الله يقول: {فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون} فقال: هذا إذا حضر الأجل، فأما ما قبل ذلك، فيجوز أن يزاد وينقص، وقرأ {إن ذلك علي الله يسير}. ((مح)): إذا علم الله تعالي أن زيدًا يموت سنة خمسمائة استحال أن يموت قبلها أو بعدها، فاستحال أن تكون الآجال التي عليها علم الله أن تزيد أو تنقص، فيتعين تأويل الزيادة أنها بالنسبة إلي ملك الموت أو غيره ممن وكل بقبض الأرواح، وأمره بالقبض بعد آجال محدودة، فإنه تعالي بعد أن يأمره ذلك أو يثبت في اللوح المحفوظ ينقص منه أو يزيد علي ما سبق به علمه في كل شيء وهو معنى قوله تعالي:{يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب}. وعلي ما ذكر يحمل قوله تعالي:{ثم قضى أجلا وأجل مسمى عنده}، فالإشارة بالأجل الأول إلي ما في اللوح المحفوظ، وما عند ملك الموت وأعوانه، وبالأجل الثاني إلي قوله:{وعنده أم الكتاب} وقوله تعالي: {فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون}.
الحديث الخامس عن ابن عمر رضي الله عنهما: قوله: ((فعليكم عباد الله بالدعاء)) الفاء جزاء شرط محذوف، يعني إذا رزق بالدعاء الصبر والتحمل علي القضاء النازل، ويرد به القضاء غير